أعلنت قوى معارضة أمس بمقر حركة الإصلاح الآن عن قيام جسم جديد تحت مسمى(قوى المستقبل للتغيير) يضم 40 حزباً وتنظيماً سياسياً أبرزها حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل وتحالف قوت .. ووجه قيادات الجسم الجديد الدعوة لكافة القوى السياسية الحية المعارضة للنظام للانضمام إليها لتكوين جسم معارض قوي وفعال لإنجاز التغيير المنشود . تقرير:علي الدالي المنصة الواحدة لم يشأ مؤسسو الجسم الجديد أن يطلقوا عليه لفظة تحالف كسائر التحالفات التي كونتها أحزاب المعارضة السودانية طيلة ربع قرن من عمر حكومة الانقاذ، وقال القيادي بتحالف (قوت) وعضو هيئة القيادة بالجسم الجديد فرح عقار إنهم تعمدوا إهمال تلك اللفظة واستبدولها بلفظة المنصة حتى يحتفظ الجميع بتحالفاتهم، بيد أنهم يتفقون على برنامج حد أدنى لإحداث التغيير بتضافر كافة الجهود وتجاوز الصغائر الذي أصبح حتمياً، وحذر عقار من استمرار المعارضة في واقعها الراهن والإسراع في الانضمام إلى منصة الجسم الجديد، ومخاطبة الأزمة السودانية من جذورها، في وقت نعت فيه زعيم حركة الإصلاح الآن الحوار الوطني الدائر الآن بقاعة الصداقة بالميت، وقال في معرض حديثه رغم إيمانه بصدقية عدد مقدر من الذين ارتضوا الانضمام لركب حوار الوثبة الأخير، وثقته في علمهم وثقافتهم إلا أنه يرى أن الحوار الآن ملقى على قارعة الطريق .. وفي ذات المنحى حمل بيان الإعلان عن الجسم الجديد عبارات الرفض لعملية الحوار الذي يدور الآن في بنده الثاني، وذكر أن حوار الوثبة الذي يدور الآن في قاعة الصداقة يعبر عن رؤية آحادية للحكومة والحزب الحاكم وواجهاته، ولا يعبر عن الإرادة الوطنية التي قبلت الحوار، وفق خارطة الطريق واتفاقية أديس أبابا، وأضاف البيان أن الحوار تجاوز قوى سياسية ومسلحة كبرى اشترطت المؤتمر التحضيري، وفقاً لقرار الاتحاد الأفريقي رقم 456 والقرار 539 وقد فاقت في مجموعها سبعين حزباً وحركة، ما يجعل من الحوار ونتائجه يعبر عن فشل أهم وأكبر مشروع وطني وسياسي . حد أدنى وأعلن قادة الجسم الجديد عن مباديء معينة تشكل برنامج حد أدنى تتفق عليه قوى اليمين والوسط واليسار، كل بمرجعيته الفكرية، ووضعت السلام في أولى أولوياته، ومن ثم الحوار الشامل وإطلاق الحريات والاقتصاد، والمطالبة بتأجيل الاستفتاء الإداري في دارفور ووحدة القوى الوطنية المعارضة، وأرجأ القادة المؤسسون مسألة هيكلة الجسم الجديد إلى حين إكمال التفاوض مع قوى سياسية أخرى من المتوقع أن تعلن انضمامها إلى الجسم الجديد في القريب العاجل، ثم لم تتبنى القوى المكونة للجسم خطاً ًسياسياً معيناً، وحسب غازي صلاح الدين فإن الحكمة من عدم تحديد خط محدد يرجع إلى أن الأحداث السياسية في البلاد متلاحقة، وكل يوم والبلاد في شأن سياسي جديد يجعل من العسير جداً التخندق حول خط بعينه، وإنما سيتم التحول حسب المتغيرات التي تطرأ على واقع السياسة السودانية اليومي . خط سياسي ورغم حديث غازي عن الخط السياسي إلا أن بعضاً من قادة الجسم الجديد أعلنوا صراحة تبنيهم لخط إسقاط النظام عبر الوسائل السلمية الديمقراطية، من بينهم عضو الهيئة عمر عثمان ومصطفى محمود ومبارك دربين، ثم علت هتافات شباب الأحزاب المكونة للجسم الجديد تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك اتجاه مولود المعارضة إلى تعبئة الجماهير للخروج إلى الشارع لإسقاط النظام، علاوة على فقرات البيان التي تحدثت عن تعدٍ على الحريات العامة، وفشل النظام في تقويم مسار الاقتصاد الوطني، ودعا قياداته للتذكير بثوارات أكتوبر وأبريل .. ودفاع رئيس لجنة الجسم الجديد مالك عقار عن القوى الحاملة للسلاح وشرعنتها باتفاق أديس أبابا الذي وقعت عليه كل الأطراف في البلاد، (الحكومة والجبهة الثورية والمعارضة) بشهادة المجتمع الدولي والاقليمي، وفتح الباب على مصراعيه للتعاون معها وفقاً لهذا الاتفاق في مستقبل أيام انطلاقة قوى المستقبل للتغيير حضور مثير وأثار حضور زعيم حزب المؤتمر السوداني السابق إبراهيم الشيخ وممثل حزب الإمة القومي عبد اللطيف الجميعابي كثير من الأسئلة والاستفهامات لتي لم تجد الإجابة من منصة المؤتمر ومن الأطراف المعينة بالأسئلة نفسها، بيد أن مداخلة رئيس حزب منبر السلام العادل الطيب مصطفى قطعت قول كل خطيب وأغلقت أبواب التكهنات، حيث كشف عن أنه التمس في حديث ممثلي الحزبين اتجاهاً قوياً للالتحاق بالجسم الجديد في القريب العاجل، ودعا زعيم حزب الامة إلى العودة بأعجل ما تيسر، وبدأ إبراهيم الشيخ مداخلته متفقاً مع كل ما قيل وطرح من مبادي للجسم الجديد، حيث قال إن التحالف الجديد (قدَّ عين الشيطان) ولم أر مبرراً لتشتت المعارضة، وأضاف أن أية جهة ترفض سياسات النظام في الماضي والحاضر، وهنالك ممكنات للتلاقي معها من أجل مصلحة البلاد، واعتبر الشيخ خطوة الحلف الجديد وثبة جديدة في طريق التغيير، ولم يخف ممثل حزب الأمة القومي عبداللطيف الجميعابي سعادته بقيام الحلف الجديد، وقال إن حزبه في الأصل يسعى لوحدة كافة أهل السودان، وأن الاستقلال الأول والثاني أتيا بوحدة كافة السودانين، وكذلك سقوط الحكومات الدكتاتورية (مايو وعبود) . وأضاف أقول لفرح عقار (الرسالة وصلت) .