{ (..وده قيمتو شنو؟!).. عبارة ساخرة لرئيس تحرير(شاطر) عينه دائماً على أرقام التوزيع، فكلما اقترح محرر استضافة أحدهم في تحقيق صحفي داهمه بهذا السؤال ..تذكرته وانا أسمع من يقول لي هاشاً باشاً (فلان الفلاني) فنظرت نحوه بغير حماس متأثراً بخلفية ذهنية لأناس معرفتهم جعلتني لا اتحمس لعلاقات جديدة.. ربما كان محدثي قد أحس بذلك، فسارع يضيف (دكتوراة في علم النفس..) فإذا بي انهض واتجه اليه مستبشراً بطلته فألاقيه بالأحضان كأني أعرفه من ايام (الزمن الجميل). { ويعجبك رد فعله (السيكولوجي) تجاه طريقتي في الترحيب به..أنه (بتاع علم نفس) .. تكلمنا و(فضفضنا)..عم المكان انشراح وتفاؤل وكانت سانحة لأعبر عن ارتياحي لظهور عدد من المتخصصين في مجال علم النفس في إذاعاتنا وقنواتنا الفضائية والصحف، فاقترحت عليه أن يظهر هو أيضاً، فالحاجة ماسة لأناس (يتفهمون) مشاكل الناس ويفضفضون معهم كأصدقاء أو أولاد دفعة أو أولاد حجة أو(لاميهم قروب) يتواصلون(على راحتهم) فيتوصلون معاً لحلول و..أصلا (ما في مشكلة). { لعل معظم معاناة الناس اليوم ناتجة عن طريقة (معاملاتهم) الجافة الانفعالية ..فالموقف يمكن أن يتازم وأن يتصالح وفقاً أسلوب المعاملات المتاح في لحظة معينة.. في ثوان نشبت مشكلة وبأقل من هذه الثواني تلاشت، والسبب ظهور انسان بمقدوره أن يطيب الخاطر بكلمة.. هذا الإنسان كان متاحاً في الأسرة الممتدة.. كلمته واصلة ومحترمة من الطرفبن لأنه قريب منهم ومحل ثقتهم، نواياه صادقة، ليس له غرض آخر..أين هذا (الإنسان) الآن وأين الأسرة الممتدة، العم، الخال والجد؟.. بل أين الآباء اليوم ،ولماذا تركوا البيوت لنوازع الغضب وتراكمات الغبن والخصام؟. { في غياب الآباء وراء المعايش واختفاء نسخ الجيل المربي لاولاده واولاد غيره، وجد البعض ضالته في (النت) وبرامج اللهو .. الوسائط الذكية اصبحت في أيدي الجميع فيتواصلون بحرية مطلقة يفضفضون مع أقرانهم.. هذه المشكلة محل نقاش الآن بين مقدمي البرامج التفاعلية وضيوفهم على الهواء والضيوف المفضلين علماء النفس الذين يحللون المشاكل ويبسطونها ويقترحون الحلول. { وإذا تصورنا المشاكل التي باتت تؤرق المجتمع اليوم وتهدد بضياع جيل كامل يبدو بلا وجيع، لأدركنا مدى حاجة البلاد لنظام تعليمي جديد يضخ أعدادً كبيرة من الفلاسفة وخبراء علم النفس.. مع العلم أن المناشدة في كل المؤتمرات كانت من أجل نظام تعليمي مغاير يخرج أناساً لديهم مهارات من قبيل امتلاك سنارة، بديلاً للسمكة الصينية.. فمن أين لنا عاجلاً بتعليم يستجيب للصرختين، اقصد التوصيتين. { كلما تابعت حواراً حول آثار الإعلام الحديث وتأثيره على الأبناء تجلت لي مقدرات اختصاصيي علم النفس في معالجة هذه المعضلات الاجتماعية المتفاقمة، من تلقاء ما امتلكوا من مهارات المعرفة بدقائق النفس البشرية وكيفية التعامل معها إيجابياً.. هم في الحقيقة يقومون بدور الكبار في الأسرة السودانية.. وينشئون علاقة جديدة في المجتمع يمكن أن تشكل ما يسمى( الأب الافتراضي أو الأم الافتراضية).. ما دمنا في عالم يتوجه بلا رحمة نحو(عالم افتراضي) لا يبقي ولا يذر. { إن العلم الحديث يعول علي ماهو (إنساني) في المعاملات بين الناس من باب المحافظة على إنسانية الإنسان في هذا المعترك.. بل من العلماء من طالب بأن يكون مديرو المؤسسات التي تخدم الجمهور من المتخصصين (سايكلوجيا) وأن تعذر ذلك يعطونهم جرعات سايكلوجية لتفيدهم في حسن التعامل مع الناس. { بانتظار تعديل المناهج لاعطاء اولوية للدرسات السايكلوجية والتطبيقية التي تواجه (الواتساب) وجيله القادمة، وتحارب البطالة وتوسع الأسواق والأرزاق والعقول، فإن الأمل سيبقى في استنساخ صيغة (اولاد البلد)..(ولاد ناس) يسعفون الحال. وللخواطر بقية: { ..تابعت حوارا عن (أخلاقيات) هذا الزمن.. خبير علم التفس استنجد بالقيم متفقاً مع (مولانا) في فتوى المعالجة (بالعمل الصالح) لأنه يستر الحال. { .. مهني وإنساني.. سررت لمبادرته للصلح بين صديقين أصبح الشيطان ثالثهما فجأة.. كان واثقاً لأنه سيوظف دراساته (الإنسانية) وهي في(فض النزاعات). { ..(من غير ليه) تنشأ علاقات رائعة.. البعض همه أن يقودها للخراب (من غير أسف). { ..نحن عرب وأفارقة وإسلاميون و(انسانيون).. قالها بروف عبدالله حمدنا الله في ندوة عن الهوية قبل سنوات واستعصت على النسيان.. ليتنا وان اختلفنا نظل (إنسانيين). { ..سحر البيان، الغرس الطيب، اللسان الرطب، عناوين لبرامج اذاعية لاربعة علماء يتلطفون في مخاطبة الناس.. هل في الأفق إرهاص لإعلام (يجبر الخاطر)؟. { ..(طغيان الخطاب والتضخم معضلتان.. الاقتصاديون علاجهم (إغراق الأسواق بالإنتاج) فهل من(روشتة) إعلامية لاغراق الإسفاف بالموضوعية التي (تطيب الخاطر)؟ { .. في عمود يلتزم جانب القيم قرأت كلاماً لطيفاً يلح على تقدير كل من قدم لغيره معروفاً حتى تمنيت أن أكون بين المقصودين بهذه اللفتة. { مصادفة اتلقى تعليقاً لافتاً على ما اكتب.. أحياناً يأخذ طابع (لفتة) فيشكل دافعاً وحده للمواصلة.. ليس صعباً أن(نمنح) غيرنا ما يرقي لدرجة (لفتة)..الكلمة (الموحية) ابلغ لفتة.