جدار الدجى أعمى عيوني وفي يدي تهافت مصباحي كدمع مبددي وأين بلادي؟ كل وجه رأيته قفاع وأخشى صدقي وجهي المجرد وأفحمني قوم يقيمون معبداً ولم يبقَ فيهم من تقي موحد عزلتي تنجاب عني وترفض عيوني صبحاً ضوؤه لم يقيد قالت له الدكتورة إحسان عسكر أستاذة العلاقات العامة بجامعة أسيوطبسوهاج بصعيد مصر.. قالت له إن العلاقات العامة هي الحياة.. هنا بدأت ثورة العلاقات العامة في عقل ونفس ووجدان ذلك الشاب الأسمر الطويل القادم من أقاصي بحر أبيض بجمهورية السودان طالباً للعلم بكلية الآداب بجامعة سوهاج.. وقتها بدأ يفكر ويتأمل في كيف تكون العلاقات العامة هي أسلوب للحياة في كل مجالاتها وكيف يمكن أنسنة الحياة عبر العلاقات العامة.. وكيف يمكن أن نسخر العلاقات العامة لتكون أسلوباً جديد اًفي العمل والإدارة نغير به علاقة العامل بالإدارة وعلاقة المنشآت بالناس في المؤسسة وخارجها وكيف يمكن أن يكون الإبداع والذكاء والخيال والطموح هو أسلوب عمل العلاقات العامة في السودان.. بل وفي كل العالم كيف يمكن أن تغير العلاقات العامة من وجوه عابسة وتعامل متبلد وجاف إلى ابتسامة وترحيب وأمل وتفاؤل وبشاشة نزرع بها الحب داخل النفوس ونشعرهم أن الحياة هنا في مؤسساتنا هي أجمل وأسعد وأن شركتنا أو وزارتنا أو مصنعنا هو أفضل مكان يمكن أن يعيش فيه الإنسان ويجد فيه الحب والحنان والتعاطف والإنسانية والأصدقاء والتعاون. هكذا بدأ الدكتور النور جادين مقدمة كتابه الجديد العلاقات العامة الحديثة ومجالاتها ومستقبلها في السودان ..والذي تكرم مشكوراً بزيارتنا وإهدائنا نسخاً منه وقد سبقت ذلك لقاءات مكثفة مع العديد من ذوي الاهتمام كان لنا فيها نصيب.. كما أفرد ذلك اللقاء الذي أجراه معنا داخل الكتاب لفائدة الكثيرين من أبنائنا من طلاب الإعلام والصحافة والعلاقات العامة ..وقد حوى الكتاب اثني عشر فصلاً.. شملت أهمية العلاقات العامة والعلاقات العامة الحكومية وبحوثها ومفهوم الصورة الذهنية في العلاقات العامة ..وفي المجال الدولي والدبلوماسية والمراسم وفي التنمية والسياحة والعسكرية والشرطية والإعلام والعلاقات العامة في أمريكا وفي السودان. وقد قدم الكتاب الأستاذ الدكتور عبد المطلب الفحل.. وقد وجه لنا د.النور جادين الدعوة لحضور حفل تدشين الكتاب بمركز أم درمان الثقافي ..الذي يتبع لمعتمدية أم درمان ومعتمدها ابن قبيلة الصحافة والعلاقات العامة والإعلام.. وبالمناسبة فهو أحد تلاميذ د.النور جادين الكثر.. الذي أسميته ب(أبو العلاقات العامة السودانية)، (الأكاديمية).. إن أبناء وتلاميذ د. النور ينتشرون الآن في كل المواقع والمجالات من علاقات وصحافة وإعلام.. وهم يحملون رسالة مهمة في خضم التحولات الكبرى الجارية والمتوقعة في بلادنا بعد أن تتضح صورة وموقف الحوار الوطني الذي يبدو الإعلام مختلفاً عليه وفي مرمى النيران والمهنية.. وتارة أخرى نظراً لأنه لا يستطيع الخروج من جلباب السلطة أبرزها ضرورة أن يحظى الإعلام بالحرية وأن يتمكن الإعلاميون بسهولة إلى الوصول إلى المعلومات وأن لا يتدخل أحد في السياسات التحريرية للإعلام وأن يعكس الإعلام القومي المصالح القومية العليا للدولة، وأن يعبر عن جميع القوى السياسية والاجتماعية، وأن يكون المرآة التي تعكس أجندة الأغلبية وأيضاً رؤية الأقلية ومخاوفها وأن يدافع عن حرية التعبير للجميع وأن لا يشارك في عملية التهميش والإقصاء، وأن لا يكون مساهماً في خلق الفتن الطائفية وأن لا يشعل الحرائق في المجتمع.. بل منارة للتنوير والتقارب . هذه رسالتنا التي اتفقناعليها شخصي والنور جادين في ذلك اللقاء وتلك الجلسة الطبية التي غاب وافتقدنا فيها ثالثنا العالم الخلوق المهذب د.عبدالسلام محمد خير .. نعم في تلك الجلسة نقل لي فيها د.النور الدعوة لحفل تدشين الكتاب والذي وبكل أسف لم أحضره نظراً لظروف طارئة حدثت.. أهمها تشييع عميد أم درمان ومنتدى أبناء أم درمان ورجل البر والإحسان الذي شيد الإستراحات بمقابر أحمد شرفي بأم درمان وكان أحد سدنة مقابر أحمد شرفي يصرف ويخدم ويواري الثرى.. وقد خرجت أم درمان كلها لتودع حمامة المقابر التي عاش فيها ودفن بها.. أكثر رجل مهذب ومؤدب شاهدته في حياتي الراحل المقيم حسن عثمان ابنعوف .. قال لي ابن أم درمان البار الهادي نصر الدين (الضلالي) الليلة أمانة ما مات راجل.. وفي التأبين بمنزله بود البناء وبيت المال.. أبكى عميد أم درمان مصطفى عبادي وأديب أم درمان د.عثمان سوار الدهب وعابدين خضر (درمة).. أبكوا الحضور وذرفوا الدموع وهم يعددون مآثره الطيبة وترحموا على من كان يحسن وينفق ويترحم على الأموات.. الدوام لله.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. وتستمر الحياة . وفي ذات التوقيت والأيام صدر كتاب آخر لا يقل روعة وفائدة وقيمة عن كتاب النور جادين للصحافي الكبير ولصديق عزيز يواصل نشاطه واجتهاداته في التوثيق الجميل لرموز البلد.. إنه الصحفي محمد الشيخ حسين.. وهو يوثق ل د.منصور خالد كتاباً بعنوان لورد من أم درمان قراءة في حوار مع الصفوة بعد 50 عاماً.. قدمه محمد المكي إبراهيم قائلاً إن هذا الكتاب لا يحتاج لتقديم فهو نفسه محاولة لتقديم رجل من رجال الفكر والسياسة إلى الأجيال الشابة التي لا تعرف عنه سوى بضعة معلومات سمعية ولم تقرأ كتبه في قضايا السياسة في أوج احتدام تلك القضايا وفي حمى تاثيرها على الحياة في البلاد . لقد زين الكتاب أيضاً بكلمات طيبات نقلناها في المقدمة أعلاه وهي للشاعر العظيم محمد المهدي مجذوب .. الذي أسعدتني الظروف بأن عاصرناه في آخر أيامه بالوظيفة مديراً مالياً داخل أروقة وزارة المالية وجاورنا منزله الحكومي بحي جاكسون الذي رحل منه قبل سكننا بفترة قصيرة.. وصار تذكاراً عزيزاً في وسط المنازل الحكومية التي أزيلت فيما بعد قبل أن يتم التوثيق لها.. أزيلت وبيعت في عهد الوالي عبد الحليم المتعافي ...دنيا. ت: 0912304336