ارتبط الأمن بالإنسان، لأنه يعني الحياة.. وبهذا المفهوم سيظل وثيق الصلة بالإنسان، عميق العلاقة بالجماعة والمجتمع والدولة، فالأمن يعني الطمأنينة والسكينة والهدوء وراحة البال وشعور النفس بالأمن والأمان على حياتها وممتلكاتها وحريتها وأعرافها، وقد ورد ذكر الأمن في آيات كثيرة في القرآن الكريم نذكر منها الآية(55) من سورة النور.. يقول الله سبحان وتعالى:(وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً).. وفي الآية(4) من سورة قريش (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) صدق الله العظيم. واستناداً على ما تقدم، فالأمن ضرورة ويجب أن يجيء على قمة الاهتمامات.. اهتمامات كل إنسان وكل مجتمع وكل دولة.. وأن نسعى إلى بسطه وتعميمه للأجهزة الأمنية وهي الشرطة والأمن وكافة الجهات ذات الصلة بالمفهوم الشامل بالأمن، سواء كانت مؤسسات تربوية أو اجتماعية أو صحية أو نفسية أو تعليمية أو أسرية أو شبابية أو دينية أو إعلامية أو رياضية وغيرها من تنميات المجتمع المدني، حيث ينعم الجميع بنفحات الأمن وبنسائم السلامة والطمأنينة، وتنعم البشرية بالأمن والاستقرار.. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل ما تم رصده ومشاهدته ومتابعته حالياً على مستوى العالم من جرائم تقليدية ومستحدثة وتحديات ومهدات وفتن ودسائس ومؤامرات ومخدرات ومسكرات وكوارث مرورية وسرقات وقتل واحتيالات وسوء استغلال للتقدم التقني والعلمي وحرص عصابات المافيا على توظيف هذا التقدم لتحقيق أهدافهم وجني ثمار حقدهم، وغيرها من المهددات الكثيرة والمثيرة والتي من ضمنها بدون شك المواقع الإباحية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وسوء استخدامها من الشباب وغير الشباب لدرجة الإدمان.. إدمان الإنترنت بعد أن أدمن الكثيرون المخدرات والمسكرات والمؤثرات العقلية والتدخين والشيشة وكل مخاطر تهدد العقل والجسم وحياة الإنسان وفكره وأسلوبه.. والسؤال المهم مجدداً: هل هذه التحديات والمستجدات والمستحدثات وبهذا الكم الهائل من الإنتشار على مستوى دول وشعوب العالم، ستكون في أمن وأمان؟ وكل إمكاناتها هل تمكنها من توفير الأمن بمفهوم شامل؟.. وما هي الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك؟.. أو التي تساعد على تحقيق ذلك؟.. أسئلة كبيرة وكثيرة تدور بالخاطر ولا مجال هنا لحصرها، ولكن ما هو السبيل لتفادي هذه المهددات والمخاطر؟.. الإجابة ستكون بإذن الله تعالى عبر مجموعة كبيرة من المقالات والموضوعات والمرئيات والمقترحات التي سترد تباعاً بإذن الله عبر هذا الحيز، وهنا لابد أن نؤكد للقراء الكرام أن الأمن وسلامتهم هي هدفنا الأسمى الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال الجهد الإعلامي المتواضع الذي نشارك به في هذا الموضوع، وأن تواصلهم وتعاونهم معنا هو الحافز المعنوي الكبير الذي يسرنا ويشرفنا تحقيقه ونحن على أتم الاستعداد لتلقي الاستفسارات والأسئلة والمقترحات والرد عليها بالتنسيق مع الإدارات الأمنية والجهات الأخرى المعنية ببسط الأمن الشامل والتوعية بالمخاطر السلوكية والأخلاقية والممارسات الضارة، وتفعيل كافة الجهود لتحقيق الأمن والسلامة لجميع أفراد المجتمع بالتوعية والتبصير وفق نهج علمي يستوعب المستجدات والمهددات والجرائم المستحدثة وصولاً لمجتمع أكثر أمناً وأكثر وعياً باعتماد إستراتيجيات عمل إعلامي أمني توعوي يساعد على تنمية وتعميق الوعي الأمني والقانوني والوقائي لدى جميع أفراد المجتمع، معتمدين على الله سبحانه وتعالى وعلى حرص وتشجيع وتعاون كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات وكافة دور العباد من مساجد وكنائس ومدارس وأجهزة إعلام وشرطة وتعليم وتنظيمات المجتمع المدني والأندية العلمية والثقافية والرياضية عبر منظومة عمل يحقق الأهداف المنشودة ويساعد على توفير المزيد من الأمن والأمان الاجتماعي والفكري والثقافي والاقتصادي عبر شراكة شرطية أمنية مجتمعية بناءة، تعززها جهود إعلامية توعوية فعالة، متمنين لكل أفراد الوطن الحبيب والمقيمين معنا كل الأمن وموفر الطمأنينة والسلامة وللوطن الغالي المزيد من الأمن والأمان والسلام والإزدهار والتنمية والنماء.. وإلى لقاء قادم بإذن الله.