تحدثت في مقال سابق عن الرسالة الإعلامية الأمنية لأهميتها وتنامي دورها، في ظل التطور العالمي الذي تشهده الجريمة كماً ونوعاً وأنماطاً، مع التوظيف الخاطئ من قبل البعض للتقدم العلمي والتقني والفني، وثورة المعلومات والاتصالات، مما أدى إلى ظهور جرائم مستجدة لم تكن معروفة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.. جرائم الحاسوب بكل أنواعها، سواء كانت في مجال الاحتيال الالكتروني، أو تزويد بطاقات الائتمان، وكذلك جرائم العنف والإرهاب، والاتجار بالبشر، وغسل الأموال، والمخدرات، والقرصنة، والخطف، والتعدي على الأشخاص والممتلكات، وغيرها من الجرائم التي لا حصر لها، وحين أقول لا حصر لها لا أعني المبالغة، ولكن التأكيد على حقيقة قائمة ومخاطر معاشة، لأن قضية الأمن والأمان قضية في غاية الأهمية، وتتطلب الإعداد والاستعداد والدراسة والتحليل، وأن تمتد أطر التعاون وخُطى التواصل بين قوات الشرطة، والأجهزة الأمنية المختلفة، لتشمل كافة وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها، ومنظمات المجتمع المدني، عبر شراكة مجتمعية شرطية أمنية فعالة وبناءة، لتوفير المزيد من الأمن والأمان والاستقرار، وبسط الأمن بمفهوم شامل وكامل لحماية الوطن والمواطن، من مخاطر الجريمة التقليدية، والمستحدثة، والمحتملة، وفق استراتيجيات أمنية ترتكزعلى المعلومة الصحيحة، والنظرة العلمية والعملية النافذة، والفكر الثاقب والخبرة، والخطط البناءة للمكافحة والمواجهة والوقاية، بتوفير المزيد من الامكانات، والمعدات، والأجهزة، والمعينات الفنية والتقنية، وتنمية القدرات والخبرات الأمنية، والتكتيكية، والحرص الدائم على التطوير والتحديث، في كل الأوقات، وفي كل المجالات، تحسباً للمفاجآت والأزمات والمستجدات والتحديات، مع تفعيل وتنشيط وتحديث الاتفاقيات الأمنية المشتركة، بين الدول والمنظمات الدولية والعربية، والإقليمية، وتبادل المعلومات، والخبراء والخبرات، وتعزيز الجهود المشتركة، لمكافحة الجريمة التي أصبح العالم كله مسرحاً لها. وبهذا المفهوم نشيد بالتطور الهائل الذي تشهده وزارة الداخلية التي تشرفت بالعمل فيها لسنوات طوال، بين العديد من إداراتها وأقسامها، وكان لي شرف تولي إدارة الإعلام الأمني، وإعداد وتقديم العديد من البرامج الإعلامية والأمنية بالتلفزيون القومي، والإذاعة، والصحف، ومجلة الشرطة، سكرتير تحرير ثم رئيس تحرير للمجلة عام 1994م تاريخ التحاقي بالعمل بوزارة الداخلية في دولة قطر الشقيقة خبيراً للإعلام الأمني والعلاقات العامة، حتى تاريخ عودتي للوطن الغالي مستقيلاً عن العمل بتاريخ 30/5/2010م، رغبة في مواصلة العطاء والمشاركة في تنمية وتعميق الوعي الأمني، والوقائي، والتوعوي في الوطن، وشرف المشاركة في الجهود المتميزة والنجاحات المقدرة، التي تحققها وزارة الداخلية بجميع إداراتها العامة، وإداراتها المتخصصة، وأقسامها المختلفة.. حيث تتواصل خطط التطوير وبرامج التحديث لمواكبة التطور الذي تشهده الدولة في كافة المجالات، والنهضة العمرانية السكانية، والاستثمارية، والتجارية والصناعية، وفق استراتيجيات علمية ورؤى عملية، تستقرئ الحاضر وتتحسب للمستقبل، وتعي تماماً ما ينبغي أن يكون لمواجهة التحديات والمستجدات، في ظل تنامي الجريمة عالمياً، والتوظيف غير المسؤول لتقنيات العصر، سواء في ارتكاب الجريمة، أو إخفاء أو طمس معالمها أوالهروب أو .. أو.. الخ، حتى لا نكشف الأوراق.. واستناداً على ما تقدم نشيد مجدداً بالتطور الهائل الذي تشهده وزارة الداخلية، والانجازات التي تحققها، والجهود المقدرة التي تبذل لتحقيق المزيد من التطوير والتحديث، وتزويدها بكل تجهيزات ومعينات العمل الأمني، والفني، والتقني، لتمكينها من أداء مهامها المتنامية، واختصاصاتها الممتدة على مساحات وساحات الوطن، حماية للوطن والمواطنين، وضيوفنا من البلدان الشقيقة والصديقة، مقيمين ووافدين وزائرين. وبهذا النجاح الذي أصبح سمة العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات، وكافة أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، في بلد المليون ميل مربع، اتقدم بالتحية والتهنئة لكل القائمين على إدارة الدولة والوزارات، التي تحقق نجاحات، وكذلك الهيئات والمؤسسات لأن العبرة في تحقيق النجاح، وكسب ثقة جهمور المتعاملين مع الخدمات التي تقدم، فبقدر النجاح تجني الثمار، وبالتالي تأتي الإشادة.. وأخص بالتهنئة هذه المرة سعادة وزير الداخلية وسعادة مدير عام قوات الشرطة، وسعادة نائب المدير العام، المفتش العام والإخوة مساعدي المدير العام، ومديري الإدارات والأقسام وجميع العاملين في وزارة الداخلية، وجميع أجهزة الإعلام، وكافة وزارات وهيئات الدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني، وكافة أفراد المجتمع.. وبهذا الفهم وبهذه المشاركة من قبل الجميع، وتفعيل أطر الشراكة المجتمعية الشرطية، تتحقق معادلة بسط الأمن الشامل، وهو ما تسعى إلى تحقيقه بالفعل وزارة الداخلية وفق رؤى علمية، وأمنية، وعملية، وإعلامية، تدعمها الشراكة والتواصل والتعاون من الحميع في تناغم وعطاء ممتد لتحقيق أعلى معدلات الأمن والنماء وللحديث بقية إن شاء الله.