اكتملت الترتيبات في مدينة جوبا لاستقبال د. رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة، الذي سيحل الاثنين المقبل بعد أن غادرها في الخامس عشر من ديسمبر 2013م عقب اتهامه من قبل سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب بتدبير محاولة انقلابية، وحينها كان مشار يشغل منصب النائب الأول لسلفاكير، وتأتي عودة مشار لجوبا في أعقاب توقيع اتفاق مع كير بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، برعاية من منظمة الإيقاد والاتحاد الافريقي. اعتقالات: ترتيبات عودة مشار الى جوبا سبقتها عدة اجراءات منها صدور قرار من سلفاكير بتعيينه في موقعه السابق كنائب أول للرئيس، ونشر أكثر من ألف جندي من قوات الحركة الشعبية المعارضة في جوبا، كجزء من بند الترتيبات الأمنية، فضلاً عن عودة القيادات السياسية لمشار، والتي كان آخرها الوفد الذي قاده نائبه الفريد لادو الى جوبا، والذي ضم 61 قيادياً بينهم ادورد لينو، ولكن عودة لادو كشفت عن مواقف جديدة للحكومة ربما لم ترق للمعارضة، حيث أقبلت حكومة الجنوب على اعتقال الوفد الإعلامي المرافق للنائب مشار ومنعت الاستقبال الجماهيري له. إصابة بالصدمة: ممارسات الحكومة تجاه وفد المعارضة أثارت استغراب الكثيرين من أبناء دولة الجنوب والمراقبين للأوضاع هناك، لجهة أنها وبحسب البعض تتنافى مع روح السلام السائدة، فقد تساءل وكيل وزارة الإعلام السابق مصطفى بيونق على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك قائلاً: هل صحيح حكومة جوبا جادة في تنفيذ اتفاقية السلام؟ وتابع: أصابتني صدمة كبيرة أمس للطريقة التي غطت بها وسائل الإعلام في العاصمة استقبال عودة قيادات المعارضة، بجانب غياب ممثل الحكومة في الاستقبال.. وأردف الصدمة الثانية اعتقال فريق الإعلام التابع للمعارضة. مرحلة خطيرة: بيونق الذي ظل في منطقة وسطى طيلة فترة الصراع، وكان مهتماً دائماً بما يساعد على السلام والاستقرار في بلادها، عبر كتاباته وتصريحاته تحدث عن صدمة ثالثة أصابته، تمثلت في تصريحات وزير الإعلام مايكل مكوى في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الوزارة والتي هدد فيهّا أجهزة الإعلام وخاصة محطات الإذاعة ال (اف أم) بالإغلاق والمحاكمة.. واسترسل مصطفى قائلاً ينتابني شعور بالإحباط بأن البلاد مقبلة على مرحلة خطيرة إذا لم تغير الحكومة نهجها القمعي، وسأل ثانية ماذا تريد الحكومة أن تقول للعالم؟ مطالبات لسلفاكير: وكيل وزارة الإعلام السابق قال إن سلفا كير مطالب اليوم أن يتدخل شخصياً، ويعلن للعالم أنه مع اتفاق السلام، ويكون لجنة عليا مشتركة لاستقبال دكتور رياك مشار يوم الاثنين القادم برئاسة نائبه جيمس واني ايقا، على أن تضم اللجنة ممثلين للمعارضة والأحزاب الأخرى مهمتها تنظيم الاستقبال الرسمي والجماهيري.. مختتماً الحديث بقوله الرئيس سلفاكير أمام تحدٍ كبير ليبرهن انه مع تيار السلام أو الحرب جدول مشار: نائب الناطق باسم الحركة الشعبية بقيادة د رياك مشار المقدم نيارجي رومان توقع في حديثه ل ( آخرلحظة) أمس أن يتم اطلاق سراح الإعلاميين المعتقلين خلال الساعات القادمة، مشيراً الى أن مشار سيصل الى جوبا في الواحدة فجراً، يوم الاثنين وسيعقد مؤتمراً صحفياً عقب وصوله مباشرة بالمطار، ثم بعد ذلك سيلتقي بسلفاكير بحضور رئيس لجنة الرقابة المشتركة، ثم يؤدي القسم نائباً أول بالقصر الرئاسي ليلي ذلك ذهابه الى مقبرة الراحل جون قرنق، ثم الى مقر اقامته.. مبيناً أنه لم يتم تحديد استقبال جماهيري لرئيس الحركة الشعبية. ضغوط دولية: مصدر موثوق بالحركة الشعبية قال للصحيفة إن الاعتقالات التي حدثت في صفوف الإعلاميين، وقيادات المعارضة والتي عزاها لتدابير أمنية خوفاً من حدوث اية اشتباكات أو أحداث عنف لن تؤثر على عودة د رياك مشار، لجهة أن كل القادة السياسيين والعسكريين التابعين له، بالإضافة الى الحراسات الخاصة عادوا الى جوبا حالياً، كما أن هناك ضغوطاً دولية واقليمية كبيرة على الطرفين، على إكمال التنفيذ وانجاز الخطوة.. لافتاً الى وجود عدد من المسؤولين التابعين للاتحاد الافريقي ودول الترويكا بعاصمة الجنوب حالياً للوقوف على عملية وصول مشار، واردف اتوقع أن يعقد البرلمان جلسة الثلاثاء المقبل، إذا ما سارت الأمور بشكل جيد بجانب أن تشكيل الحكومة سيتم الأربعاء القادم.