لا أريد أن أقارن بين ما تقدمه قنواتنا الفضائية، وما تقدمه الفضائيات العربية في رمضان، ليس لأن المقارنة في الأصل معدومة، ولكن لأن بعض الفضائيات عندنا تحاول- (دون جدوى)- أن تجاري بعض الفضائيات في ما تقدمه من برامج وسهرات، وهي في الحقيقة برامج لا تشبهنا ولا تلائم طبيعة الشهر الفضيل، الذي كما قلنا له خصوصيته في كل شيء، بما فيها البرامج التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى فارق الامكانات بين قنواتنا. والأخرى في كل شيء، وإلي أجندات خفية تحرك الكثير من القنوات العربية بغرض الحرب غير المرئية على الشهر الكريم، وبالطبع لا أقول إن بعض قنواتنا تعمل وفق هذه الأجندة، وإن كانت تفعل دون عمد وبجهل فاضح ومن باب التقليد، لأنه من المفترض والشيء الطبيعي من قنواتنا، أن تعلم أن برامج رمضان وسهراته هي ليست مسلسلات وبرامج ضحك، وأن رمضان ليس شهراً للمسلسلات والأغنيات، وإن كان لابد من هكذا لونية فلتكن بجرعات خفيفة، وليس كما نشاهد من برمجة كاملة طوال أيام الشهر الكريم جلها لا تخرج من الدعوة للرقص والطرب والضحك، والشيء الذي يدعو للحسرة هو الغياب الواضح للبرامج الدينية والدعوية، أو ما شاكلها من البرامج التي تعين الصائمين على الظفر بحسنات وخيرات شهر الخير، بالرغم من برامج الدعوة لا تكلف خزينة تلك القنوات ما تكلفه برامج وسهرات (الهشك بشك)، والمؤسف أكثر أن المبررات هي أن البرامج الدعوية لا تجلب من (الرعايات) ما تجلبه غيرها، وأنها برامج لا تصلح للتنافس البرامجي الخاص برمضان، وبئس الفكر وبئس الإدارة. ما يسند حديثي هذا أن كثيراً من فضائياتنا، عقدت الأيام الفائتة الكثير من الاجتماعات وشكلت الكثير من اللجان، وفيها ما أسموها باللجنة العليا لبرامج رمضان، وكل هذه اللجان كان شغلها الشاغل هو إنتاج برامج (ترفيهية) تستجلب الرعايات وتنافس بها غيرها، ووصل الحد بهذا التنافس أن بتنا نشاهد إعادة إنتاج برنامج شاهدناه قبل أكثر من ثماني سنوات في إحدى الفضائيات، بذات الفكرة والاسم مع تغيير الضيوف. عفواً أرجو ألا يفهم أصحاب الأفق الضيق أنني ضد البرامج الترفيهية أو ضد الغناء والموسيقى، فالرؤية واضحة، ولا تحتاج إلى تأويل، وهي أن رمضان شهر غير بقية الشهور، وما سقته من حديث هو مجرد ذكرى حتى تلحق تلك اللجان البرامجية (الكحيانة) نفسها وتدرس إمكانية تقديم برامج تشبه رمضان. خلاصة الشوف: في تنافس جديد.. السودانية (24) والنيل الأزرق (0)، والطاهر حسن التوم هو نجم المباراة.