يتسم السودان وأهله بصفات الحلم والشجاعة والكرم على مر السنين قد لا تحظى بها كثير من الدول، وهذه الصفات مأخوذة من الإسلام وشرعه، إذن لا بد أن لا نفتخر بتلك الصفات، بل نفتخر بأننا مطبقو الشرع الإسلامي الذي أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم به، والعالم بأكمله يعرف تلك الصفات وأن السودان وحده تتجسد فيه . رغم ذلك هناك بعض من الإعلاميين العرب الجهلاء، والذين يريدون كسب شهرة عن طريق أقلامهم الفاسدة وأفواهم الكاذبة، ورؤوسهم الفارغة التي لا تعرف عن السودان شيئاً، وعن حضارته وتاريخه الطويل ومساهمته في بناء الدول العربية ومشاركته في جميع المحافل. نادى بالأمس أحد الإعلاميين العرب (توفيق عكاشة) بضم السودان لمصر، بل قال إنه لا يعترف بالسودان (نحن ذاتنا ما بنعترف بك)، و إعلامية من دولة الكويت تنادي أيضاً بضم السودان لمصر، هؤلاء لم يقرأوا عن تاريخ السودان والبطولات التي خاضها وعن الكثير الكثير . لكن اللوم ليس على الجهلاء علينا، بل على أنفسنا.. لأن حياة الغير أغرتنا، فإذا ذهب منا أحد لأي دولة عربية أو أجنية تجده غيّر لهجته، بل لغته وكأنه لا يفخر ولا يعتز بها شيء ثانٍ لا بد أن نثق بأنفسنا، ومثلما نفتخر بثقافتنا التي أصبحت عبارة عن أغاني ورقصات وأشياء مثل هذا القبيل ونتجول بها في العالم عبر ليالي غنانية سواء رسمية أو غير رسمية، الأولى التجول بحضارتنا وتاريخنا القيم عبر القنوات الفضائية، بل التجول بها في العالم كله من خلال عقد المؤتمرات الدولية العلمية منها والتاريحية التي تعرف بقيمة السودان وقبائله التي تمثل أي منها دولة بذاتها، ناهيك عن السودان الذي يمثل قارة بأكمله وليس جزء اًمن دولة كما زعم الإعلاميون الجهلاء. وهنا لا بد أن نثبت أنفسنا ونثبت للعالم كله أن وطننا دولة عظيمة بإمكانها أن تكون من الدول المتقدمة، بل العظماء في العقود القادمة، وكما يمازحني صديقي المشاكس محمد الفضل والذي دائماً ما تعجبني مناقشته ورأيه، أذكر في بداية استلامي لإدارة القسم قال لي: (ثبت نفسك)، وكنا نتحدث عبر الواتساب عن احترام السودانيين الزائد للأجانب، وجاء في الحديث ظاهرة الإعلاميين الجهلاء موضوع مقالنا، فأكد لي أن اللوم والعيب أيضاً من أنفسنا حيث قال( شبابنا يقتدي بأبطال الأفلام الهندية ومهووسون بنجوم هوليود، ومراهقينا يقلدون فناني الراب والروك الزنوج الذين لا قيمة لهم حتى في أوطانهم، ومعجبون بالمصارعين ولاعبي كرة القدم الأجانب ويتشبهون بهم حتى في لبسهم وقصة شعورهم، وبناتنا يعتقدن أن كل الأتراك والمصريين رومانسيين كما في مسلسلاتهم وأفلامهم، ورجالنا يوهمون أنفسهم بأن المرأة السورية واللبنانية هي المثالية وهي الأجمل، وجميعنا يعتبر أن الخليجي هو صاحب المال وسيد الأسياد وأمير الأمراء، بمعنى احترامنا للغير وثقافتهم أكثر من احترامنا لذاتنا. تساؤلاتل لأجهزة المعنية هل هنالك إجراءات دبلوماسية ضد هؤلاء الجهلاء ودولهم؟.. نتمنى أن تكون هنالك قناة فضائية فقط مهمتها التعريف بالسودان وتاريخه، بل موارده البشرية، منها التي ساهمت في بناء الكثير من الدولة ومواردها الأخرى التي يسمع بها العالم العربي من خلال الصادر من السودان. وأخيراً أختم مقالي المتواضع بأبيات الراحل محمد عثمان عبدالرحيم : أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا يُذكَرُ المجدُ كلما ذُكروا وهو يعتزُ حين يَقْتَرنُ حكموا العدل في الورى زمنا يا ترى هل يعود ذا الزمن ردد الدهرُ حسن سيرتهم ما بها حصة ولا درنُ