وتبدأ اليوم أول جولة في الحوار.. وقبل أن نتلو عليكم خطاب الحكومة ثم خطابي والذي هو أصالة عن نفسي ونيابة عن (الحرافيش) و(العوام) والدهماء.. والفقراء من المواطنين.. أقول إني أنا من إقترحت مكان انعقاد جلسات الحوار.. فقد تمسكت في إصرار وإلحاج وعناد أن يكون نادي ضباط القوات المسلحة هو المكان المناسب للحوار، وذلك لأن القوات المسلحة هي الجهة التي تشعرنا بأننا مواطنون في هذا الوطن، ولأنها هي جهة قومية بل ديباجة عصية على التمزيق ولأنها منسوجة من مختلف خيوط الوطن.. ولأنها المكان الوحيد مع القوات النظامية الأخرى التي لا تميز بين مواطن ومواطن، الكل عندها من أبناء الشعب سواسية كأسنان المشط وعند (الحارة) كأسنان المنشار.. ثم أعلنت إنني لا أتعاطى مليماً أحمر نظير تلك الجلسات.. بل ذهبت أبعد من ذلك حين رفضت حتى كباية شاي أحمر.. فقط لأن هدفنا هو السودان وشعب السودان و (والله عيب) أن نأخذ مالاً أو حتى (ضيافة) ونحن نبحث عن مكان للهبوط الآمن للسودان.. والآن تبدأ المحادثات.. وفي صدر طلباتي وقبل أن أتقدم بمقترحاتي كانت مقدمتي التي تلوتها أمام السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية هي تذكيره بأنه قد تعهد والتزم بإصلاح الدولة، وقلت في كلمتي إنني أراه صادقاً في برنامجه لإصلاح الدولة.. نعم يا أحبة.. أنا سوف أتقدم باقتراحاتي للأحبة في الإنقاذ عبر محاوري سيادة النائب الأول وإذا التزمت الحكومة بتنفيذ كل مقترحاتي عندها أقول صادقاً.. فلتبقى الإنقاذ في الحكم حتى ينفخ إسرافيل الصيحة كما كان يقول الدكتور نافع الذي وحشنا كثيراً، بل افتقدنا حتى كلماته التي هي من لهب، والتي ظل يلهب وجوهنا بها صباحاً ومساء. وحتماً لا أبدد (في الفاضي) زمن سيادة النائب الأول أقول إنني قد قررت تقديم مقترحاتي مرقمة ومشدداً في الوقت ذاته أن تتحقق كلها لا تنقص مطلباً واحداً. ونبدأ: أولاً.. لإصلاح الدولة.. يجب أن نقرر حقيقة بديهية، وهي أن هناك خراباً قد حدث بالدولة، وعلينا أن نسأل من الذي خرب الدولة؟.. وحتى نيسر مهمة السيد النائب وهو بصدد إصلاح الدولة ونقول إن هناك بعض (الأخوان) قد ساهموا في خراب الدولة.. إذاً ما العمل وما هو الاقتراح. الاقتراح هو أن يذهب جميع المسؤولين من الأحبة (الأخوان) بعد أن ظلوا في قمة المسؤولية ونقول لهم شكراً جزيلاً ويكفيكم فقط أجر الاجتهاد.. لأن الحصاد الذي بين أيدينا حصاداً بائساً مراً وحزيناً.. يكفيكم كثيراً أن ظللتم في الحكم لمدى ستة وعشرين سنة وتزيد، وبما أن الوطن وإدارة الدولة لا تقبل فراغاً يحل محل هؤلاء الأخوان (جنرالات) من القوات النظامية في كل المواقع.. هؤلاء الجنرالات سوف يعيدون الانضباط للخدمة المدنية وفوق ذلك كل الشعب سواء بلا تمييز ولا تبعيض.. وبكرة نواصل.