في كثير من الأحيان أحس بأن المريخ قد انقطع عن جذوره وأهله في المسالمة، وتحول إلى نادي آخر، لا علاقة له بالمريخ الذي أسسه سيد عبد السيد المسيح واطلقت عليه الاسم سيدة عبد السيد المسيح، رغم تحفظنا على هذه المقولة ! أحيانا كثيرة أحس بأن المريخ نادي جديد تأسس في الألفية الجديدة، وينتمي إلى قرية (فداسي) ويبدأ تاريخه مع (جمال الوالي)، ولكن وللحقيقة فإن أهل المريخ مازالوا محتفظين بحبهم لحكم الفرد، وسهولة أنقيادهم وراء رئيس يملك المال أو السلطة أو مقرب من السلطة السياسية .. هذا من الإرث الذي حافظ عليه أهل المريخ لفترة، ولكنه يتعرض منذ سنوات ولو كانت قليلة إلى هزة عنيفه من التحالف المريخي الذي يريد أن يقود المريخ إلى آفاق أرحب من الديمقراطية والمؤسسية، ومقاومة حكم الفرد، ورفض التعيين، والاحتكام للجمعيات العمومية بكل سلبياتها، أو هكذا يقول قادته ! أمس وبعد غيبة طويلة أعلن التحالف رسمياً وقوفه مع السيد آدم سوداكال، ليكون مرشحاً للتحالف في الانتخابات القادمة، وهو تأكيد على أن التحالف وفي سبيل مواجهة عودة جمال يمكن أن يتحالف حتى مع آدم سوداكال ! قد يخصم هذا الاختيار الكثير من رصيد التحالف ويجعل قادته في مرمى الإعلام الأحمر الذي يقف معظمه مع جمال الوالي، ولكن قادة التحالف لا يهمهم كثيراً رمي النبال، فقد تعودوا عليه أو هكذا يقولون !! ولكن تبقي الحقيقة بأن التحالف المنادي بالديمقراطية والمؤسسية والشفافية والتدقيق في الأموال لم يستطع أن يقدم شخصية من داخله لتتبني مواقفه من ناحية، ولم يستطع أن يقدم شخصية مقنعة تحمل هذه الأفكار في مواجهة جمال حتى من خارج التحالف ! وللحقيقة فإن آدم سوداكال لم يطرح فكرة أو تقدم الصفوف ليحدثنا عن المؤسسية والديمقراطية والشفافية، خصوصاً في الأموال، على عكس ما يبشرنا التحالف بقيادة صديقي الأستاذ خالد سيد أحمد .. فالمنطق يقول إن التحالف يمكن أن يقدم نادر مالك أو قريش، فآدم سوداكال ليس شخصية رياضية بالقدر الذي بشر به التحالف المجتمع المريخي ليقود ثورة التغيير .. وسوداكال الغائب عن أرض الوطن لفترة طويلة لا يمكن أن يكون هو الشخصية المثلى في مواجهة جمال الوالي، إلا إذا كان التحالف يريد أن يقول لجمال (لا) لن يكون الطريق معبداً لك، كما كان في السابق، وعليك أن تخوض المنافسة على طريقة الأرباب البرير الكاردينال، كما حدث في انتخابات الهلال ! ولكن الهلال يختلف تماماً عن المريخ في هذه الناحية، ولتأكيد ذلك نضرب مثلاً بسيطا بخبر نشر في إحدى الصحف أمس، جاء فيه أن (جمال الوالي أكد رسمياً للحكومة عدم خوضه للانتخابات !!! ما دخل الحكومة بانتخابات المريخ ! وكيف يستقيم عقلا أن يعتذر رئيس مرشح للانتخابات للحكومة ؟ هل يعني ذلك بكل تأكيد بأن الحكومة تتحكم في انتخابات المريخ ؟ أم يعني ذلك أن الوالي لا يستطيع حكم المريخ بدون دعم الحكومة ! ورغم كل ذلك ورغم انتقادنا للوالي في كثير من المواقف، إلا أننا نقول إن جمال الوالي الآن في موقف أقوى من التحالف على الأقل من الناحية النظرية .. فالوالي المؤمن بفكر الرجل الواحد وغير الملتزم بالمؤسسية لم يبشر أحداً بتغيير فكره أو أعلن أنه سوف يقود المريخ بفكرة جديدة ! لذلك فإنه غير متناقض في هذه الانتخابات .. بينما يظهر التحالف بشكل متناقض ويعزز من فكرة عدم قدرته على قيادة المريخ باختياره مساندة آدم سوداكال الشخص الذي يعتمد على المال فقط لا غير، وفي هذه الناحية فإن جمال الوالي أفضل من آدم سوداكال، سواء في اعتماده علي الأموال أو في علاقاته الداخلية والخارجية، أو قدرته على كسب المناصرين والتعامل مع المجتمع الرياضي فهذه حقائق لا يمكن انكارها ! ربما ينجح التحالف في إبعاد جمال عن الانتخابات باستعمال كرت المواجهة، حيث إن الوالي لا يحب أن يخوض انتخابات في مواجهة منافسين، ولا يحتمل السقوط أو تحديات الانتخابات، فقد تعود على أن يكون الرئيس الفائز قبل بداية الانتخابات .. قد ينجح التحالف في تحدي جمال، ولكنه بالتاكيد سيخسر الكثير من المنطق في مواجهة جمال الذي لن يعطي التحالف فرصة عنوان عريض في صحف السابع والعشرين من مايو مكتوب عليه (سوداكال في مواجهة جمال )