الكرم من تقاليدنا فعلي مر العصور اشتهر السودانيون بالكرم خاصة اذا زرتهم في منازلهم. كنا نستقبل الضيوف بالعصير او اقتراح بشرب الشاي بطريقة متحضره. مع الحالة الاقتصادية المتدهورة تراجع السودانيون في كرمهم. معظم البيوت السودانية اصبحت تقدم لك كوبا من الماء عند زيارتهم واختفت نغمة شاي ولا لبن من معظم بيوتنا. واذا رجعت للحالة الاقتصادية وفي ذهنك معلومة ان مرتبات الموظفين تكفي فقط لمدة عشرة ايام اخذا في الاعتبار انه يسكن في منزله الخاص لما دهشت من انحسار كرمنا. نحن في حاجة لمراجعة ما طراء علينا من تغير،فمعظم الاسر تحاول ان تعيش وضعا غير ما تتيح امكانياتهم. علينا ان نتخلي عن المظاهر وحكاية ناس فلان عملوا كدة وعندهم كدة،علينا ان نعيد الابتسامة في وجوهنا عندما يحل بك ضيف وعلينا ان نتذكر مقولة شاعرنا ايليا ابوماضي ايها الشاكي الليالي انما الغبطة فكرة ربما استوطنت الكوخ وما في الكوخ كسرة وخلت منها القصور العاليات المشمخرة عندما نصل الي هذا اليقين ستعود نغمة شاي ولا لبن الي بيوتنا، ودمنا رمزا للكرم في وطننا العربي