في يوم السبت الماضي وفي آخر محطة بصحيفة (آخر لحظة) جعلتني في آخر لحظة استبدل اليومية المعده لهذا الأسبوع بعرض أحسبه هاماً جداً ليس بالنسبة لي على المستوى الشخصي فحسب ...فقد كنت شاهداً على العصر ... عاصرت وشاركت في أحداث ومسيرة ذلك الهرم والصرح الذي زرته عدة مرات، واستقبلت وفوده ... بل هو عرض يهم قطاعات كبيرة من الوطن ...الذي يبحث في هذه الآونه عن الأصدقاء من الحادبين والمحبين في الإقليم والعالم ...ومن هؤلاء ذلك الرجل الذي تناقلت سيرته العطره آخر محطة ... في (آخر لحظة) لعدد السبت الماضي بعنوان 41 عاماً ...فقد نقل الخبر اعتذار الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية وصديق السودان الحميم وصديق رؤسائه ووزراء ماليته والتخطيط والاقتصاد السابقيين والحاليين، خلال تلك ال 41 عاماً ... فقد ظل صديقاً وفياً للسودان.. ولا تزال عمليات البنك ومشروعاته المستمره كالخط الناقل لكهرباء دارفور والمشروع الزراعي وترعة الرهد الجنوبي وغيرها من منح ومساهمات عديده ومشروعات هامة كثيرة نفذت خلال السنوات الطويلة الماضية ... إضافة إلى أن البنك ضم من قبل ويضم الكثيرين من الخبرات السودانية في كافة المجالات ... وقد تشرفنا باستضافة عدة دورات لمجلس المحافظين بالسودان .. فمن هو الدكتور أحمد محمد علي الرجل والسجل ومن هو البنك الاسلامي للتنمية ... تمر ولبن عنوان رسالة الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز للرئيس الامريكي نيكسون، الذي زاره في مكتبه في جدة ليثنيه عن موقفه المساند والداعم لمصر وسوريا في حربهما ضد إسرائيل عام 1973، حتى تحقق النصر وقطع البترول عن الغرب ... لقد قدم له الملك فيصل في مكتبه تمر ولبن وقال للرئيس الأمريكي هكذا عاش آبائي وأجدادي ... وشعبي لا يمانع من العوده إليه ...فرد الرئيس الأمريكي قائلاً ألا تخشى من تجميد الأموال التي في بنوكنا ...رد الملك لك ما تشاء ...يومها اختمرت في رأس الملك العظيم تلك الفكرة، وذلك الالهام، لماذا لا تذهب أموالنا إلى الشعوب والأمم الإسلامية جمعاء..... منذ تلك السنوات من سبعينات القرن الماضي أطلق المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية دعوة (التضامن الاسلامي)، وقد أنبثقت عن تلك الدعوة في الواقع السياسي للعالم العربي مؤسستان هامتان هما منظمة المؤتمر الاسلامي التي ضمت لاحقاً كل الدول الإسلامية تقريباً في تنظيم سياسي دولي يعد الأول من نوعه... والثانية مؤسسة البنك الإسلامي للتنمية التي كانت في واقع الأمر أول وأكبر وأهم مؤسسة اقتصادية إسلامية من نوعها ...نعم ..بدأ الإعداد لإنشاء البنك الإسلامي للتنمية خلال الفترة من ديسمبر 1973 م ذو العقده 1393ه إلى عام 1975م شوال 1395ه.... عندما بدأ البنك عمله كان عدد الدول التي أنضمت إليه في تلك السنوات 22 دولة زادت خلال الأربعة عقود حتى بلغت رقماً كبيراً، وهي في سبيلها للزيادة باستمرار، ولعلها الآن قد شملت كل أو معظم الدول الإسلامية ...وكان الهدف الذي من أجله أنشئ البنك ولايزال هو دعم التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لشعوب الدول الإسلامية ...وأن يحقق النجاح تلو النجاح، وأن يحقق أهدافه العظيمة النبيلة، وأن يثبت وجوده باعتباره منظمة اقتصادية راسخة ذات أهداف عظيمة ونبيلة، ويعزى كل هذا النجاح لجهود رجل واحد يقف وراء كل ذلك .... قاد البنك في أصعب فتراته وحتى هذه الأيام واللحظة، ألا وهو الدكتور أحمد محمد علي الرئيس التنفيذي للبنك، الذي يعرفه معظم السودانين ويعرفه كل من احتك به وعمل معه ... رجل متواضع متدين يحيط كل من يلتقي به بحفاوة ورعاية بالغة تزيد عما تفرضه واجبات المنصب وضروراته، لأن هذا الكرم والتواضع ولطف المعاملة هي صفات أصيلة، وليست متطلبات بروتوكولية... كما يقول عنه دائماً زملاؤه وتلاميذه ...إذ كثيراً ما يتحدثون عن د.أحمد وعن طاقته الهائله على العمل الدؤوب ...تجده أمامك في كل مؤتمر دولي يلتقي ويستقبل الوفود في كل الأوقات، دون كلل أو ملل، وتجده دائما على وعي تام بتفاصيل الموضوعات التي تود بحثها معه، مما يعني أنه يهتم دائماً اهتماماً حقيقيا بمشاكل الآخرين... ويتمتع د. أحمد محمد علي بحب معاونيه ومرؤوسيه الذين لمسوا فيه هذه الصفات، وتفانوا في خدمته وخدمة البنك، واقتدوا به وبصفاته الرفيعة، ولم يقتصر الوعي بصفات الدكتور النادرة على موظفيه وعارفيه فقط ...بل امتد إلى كل المسئولين على امتداد العالم الاسلامي فتمسكوا به عبر أكثر دورات عديدة في ما بقي البنك الإسلامي للتنمية... وما ذكر البنك إلا مقترنا ب أحمد محمد علي ....اللهم إلا تلك الفترة البسيطة التي أعفي فيها د. أحمد من قيادة البنك، وحلت مكانه الشخصية الاقتصادية السعودية المعروفة .. أسامة الفقيه ... ولكن سرعان ما عاد د. أحمد ليواصل المسيرة التي بدأها ... القاريء العزيز::: اعتاد مجلس محافظي البنك وهي الجمعية العمومية لوزراء المالية.. والتخطيط والاقتصاد لكافة الدول الإسلامية الأعضاء بالبنك الإسلامي أو ما يسمى بمجلس محافظي البنك الإسلامي، اعتاد أن يختار شهر مايو من كل عام موعداً لتلك الاجتماعات ... في الأيام القليلة القادمة سيجتمع المجلس لهذا العام في مدينة (جاكارتا) عاصمة أندونسيا، وقد تكون تلك الإجتماعات آخر دورة للدكتور أحمد محمد علي صديق السودان الوفي ...نعم آخر دورة في قيادة البنك الإسلامي للتنمية ...بعدها يرفع الراية البيضاء ...ويترجل الرجل والسجل ت/0912304336