اليسع صديق التاج .. أحد كوادر المؤتمر الوطني الشباب .. لم نعرف عنه اهتماماً كبيراً بالرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص ولكن الإحكام السياسية وضعته في وجه مدفع وزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم, حيث أكبر حزبين في السودان الهلال والمريخ! ومن حسن حظ اليسع أن فترته لم تشهد صراعاً مع النادي الأكثر شعبية وضراوة وهو نادي الهلال, ولكن من سوء حظه وحسنه في نفس الوقت أن فترته شهدت صراعاً عنيفاً بينه وبين النادي الثاني المريخ .. اليسع صديق وجد المريخ أمامه بدون مجلس إدارة بعد إصرار مجلس جمال الوالي على الاستقالة .. تلفت اليسع يمنة ويساراً باحثاً عن أهل المريخ ليختار منهم رئيساً! استغرب اليسع من عدم وجود شخص يتقدم الصفوف من بين كل هذا الشعب المريخي الكبير, وقف اليسع محتاراً في النادي الذي سمع عنه قبل أن يصبح مسؤولاً رسمياً عنه في حال تخلي مجلس إدارته عن قيادته ! كل هذا الشعب الأحمر ليس من بينه من يتقدم الصفوف ليقود سفينته .. اعتذر من اعتذر وهرب من هرب وتوارى من توارى ثم وجد اليسع بعد مجهود جبار شاباً اسمه (أسامة ونسي) ينتمي للحزب الحاكم أكثر من المريخ الذي يشجعه .. وافق ونسي ابن المؤتمر الوطني على التكليف وتخيل أهل المريخ أن هناك شاباً آخر من المؤتمر الوطني سيدعمهم بالمال كما فعل ابن المؤتمر الوطني جمال الذي جاء غريباً لكوكبهم ثم صار أحد أحب الرؤساء للجماهير بفضل الصرف البذخي الكبير. ولكن جمال في النهاية استقال لأنه عجز عن الصرف بعد ارتفاع الدولار أو هكذا تقول الحقيقة أو قل يقول الخيال !! لم يستطع ونسي أن يُنسي أهل المريخ جمال لأن الدولار ببساطه أنسانا نحن أهل الجنيه جنيهنا ! كان طبيعياً أن يفشل ونسي في هذا الجانب أو على الأقل يفشل في صرف الأموال بالطريقة التي كان يصرف بها جمال لأن جمال نفسه فشل في النهاية في مواصلة الصرف بنفس الطريقة التي كان يصرف بها عندما كان السودان كله يصرف ببذخ غريب حتى أصبحت خزائنه خاوية كما خزانة جمال والعكس صحيح ! اليسع اتجه مثل حكومته لرفع الدعم أو على الأقل الدعم في حدود المعقول لأن الحكومة نفسها لا تملك الحد غير المعقول !! دعم اليسع والحكومة لجنة التسيير دعماً لم يرضي إعلام جمال ومعروف ان إعلام جمال لا يرضى أبداً إلا بجمال .. والذي نفسه بغير جمال لا يرى في المريخ شئيا جميلا !! اجتهدت الحكومة واجتهد اليسع واجتهد ونسي واخوانه في لجنة التسيير وجهزوا للانتخابات .. فقد اكدت الحكومة بانها غير قادرة على دعم الاندية بشكل كامل يصل إلى درجة الاعتماد النهائي عليها وبالتالي فان على هذه الاندية بكل شعبيتها ان تتحمل مسؤوليتها .. هذا التوجه لم يعجب الكثيرين فشنوا حربا ضروسا علي (اليسع) المسكين الذي لا يملك مالا ولا رجالا لارضاء اهل كوكب المريخ الغريب !! طالب الكثيرون بعودة جمال فازدادت علامات الاستفهام عند اليسع ؟ من أبعد جمال أصلاً حتى يطالب هولاء بإعادته ! ولماذا استقال جمال أصلاً حتى يطالب بالعودة ؟ ولماذا يصر جمال على العودة بالتعيين رغم أنف القانون واليسع نفسه ! اليسع قال إن الانتخابات هي الفيصل لاسباب كثيرة .. أهمها أن هناك من يريد درب الديمقراطية ونحن مع الاختيار الديمقراطي للأندية ! والحكومة غير قادرة على تحمل تكوين لجنة تسيير جديدة لتكون مسؤولة عن دعمها وبالتالي فانها تفضل الانتخابات ليتحمل من تختاره الجمعية المسؤولية !! اليسع يقود انقلاباً في كرة القدم السودانية تحت شعار الاعتماد على الذات والموارد الذاتيه والتأكيد على الانتخابات كخيار أساسي !! هذا الانقلاب نجح إلى حد ما في الهلال المهيأ اصلا لحكم نفسه .. ولكنه انقلاب يحتاج إلى قوات كبيرة ليثبت اركانه في كوكب المريخ الذي لا يحتمل اي تغيير في طريقة حياته الاقتصادية التي تقوم على الدعم ! اليسع نجح حتى الآن في فرض هذا الانقلاب في عدد من مدن الكوكب الأحمر ولكن جيوب المقاومة موجودة وهناك العاصمة التي يحاصرها اليسع لتفرض قواته كلمتها رغم تحصن أنصار الوالي خلف الأسوار الحصينه باسمه وذكرياته القديمة .. واصل في انقلابك يا يسع لتخلص الكرة السودانية من الاعتماد على جيوب الأفراد أو جيوب الحكومة, وتأكد بأن انقلابك اقتصادي وسيفيد الكرة السودانية أو هكذا نتوهم نحن !!!