قادم من سفر يتبعه سفر و(الدنيا رمضان) وسيناريو الحر والكهرباء(يتمترس) بلا أدني تجاوب مع الجمهور.. لكن (رمضان كريم) والناس بعيد من الخرطوم يتقنون سيناريوهات البدائل ومازالوا قادرين على إدهاش القادم.. الحقائب ملأى بسيرتهم وبكل ماهو مثير لدهشة من اعتاد على نمط (حياة الخرطوم) وزحامها المدمر للأعصاب لولا لطف الله وقدوم شهر شهرته الرفق بالخلق، وإن استحكمت الشدائد مثل أن تسافر في عز الحر لتعزي في إنسان نبيل(صباح خير) غادر فجأة ليقطف بشائر شهر)أوله رحمة( فتفاجأ بحرارة مشاعر أهل السودان عند الملمات باقية على أصلها، كذلك تواصلهم، بذات الشهامة(الزمان) ..ثم طقس)البص السياحي) وبرمجة شاشته بأعلى مراتب المتعة الروحية ..في اي مركز)للمروءة) تدرب هؤلاء؟. .. حراك مفعم وسباق محموم يسبق هذا الشهر المبارك.. هذا نشاط ولكن تغلبك الظنون فعلل غياب التخطيط طاغية.. هل نتذكر رمضان فجأة فنتزاحم على أبوابه؟..تلقيت عدة دعوات فأجبرتني إحداها للتغلب على ظروفي وتعديل ارتباطاتي تجنباً للحرج.. فمع زحام الطرق وتباعد المساكن والمرافق لم تعد تلبية الدعوات (رفاهية تواصل) ننتظرها بفارغ الصبر. .. اخضعت نفسي لحملة انضباط لأدرك المناسبة في الموعد المحدد، ففي بالي صورة ذهنية عن الجهة الداعية.. ما دمت في الخرطوم فأنت موعود بربكة جديدة سببها الزحام والصخب العمراني المتمادي، ولا بد أن تحتاط للزمن حتى لا تتعرض للحرج .. لقد تهت بحثاً عن المقر الجديد لوزارة النفط ، ومع ذلك كنت في مقدمة الحضور وهم صفوة من أهل التخطيط الاستراتيجي، مما أبهجني فهل يتأخر عن الموعد حتى(الاستراتيجيين)؟..اكتشفت أن من أبلغني الدعوة كان حادباً ومشفقاً حريصاً على أن يحول بيني والتأخير في هذا المقام الاستراتيجي فأخبرني بالموعد متقدماً بساعة كاملة على ماهو محدد!. ..كانت الفائدة عظيمة لهذه الساعة الذهبية(الهدية) فلقد اتاح لي ذلك لقاءات جانبية مع شخصيات سودانية فريدة (التخصص) تلقت دراسات خارج البلاد في مجالات حيوية مثل النفط والقيادة والصورة المستقبلية المحتملة لهذا السودان.. استوقفتي(طريقة التفكير)عندهم، فهي محكمة واثقة وجذابة لكني قلت لنفسي وأنا استمع مبهوراً(العبرة في التطبيق)..اي في استعادة (مجدنا النفطي) العابر الذي ما لحق أهل السودان أن يتهنوا به. ..الوزير دكتور محمد زايد عوض في كلمة رصينة كشف عن بعض ما يشغلهم (أن نكون أضافة للرصيد الدولي).. فصل دون أن يشبع تطلعنا للمزيد من قبيل الطمأنة على (مصيرنا النفطي) و(زيادة الإنتاج) لكنة مضى في حديث (إعداد العدة) فأفاض في تدابيرهم لنشر الوعي النفطي، إعداد الكفاءات، القيادات، الكادر البشري، الشراكةٍ مع المؤسسات الأخرى فخوراً بتجربة مركز التدريب النفطي المنظم لهذه الاحتفالية تدشيناً لأطروحة من لوازم مستقبل النفط. .. إن مستقبل أي أمة أو مؤسسة أو منظمة يعتمد على قادتها، فالقائد الملهم هو الذي يقود شعبه أو مؤسسته الى مرافىء الرقي والتقدم، وعندما ينظر الشخص الى الأمم التي تقدمت وسادت وهيمنت على بقية الأمم يجد أن قياداتها كانت هي العنصر الفعّال فيما حققته من تطور وازدهار وتفوق على بقية الأمم ..بهذه الأريحية قدم للكتاب المحتفى به عالم جليل تخصصه الإدارة علماً وفناً وتطبيقاً بروفيسور حسن عباس حسن مدير جامعة أم درمان الإسلامية وكان حاضراً باشاً موفور العلم والتواضع كعهده. .. قادة المستقبل) دراسة فيما تحتاجه البلاد الآن، طباعة انيقة وتصميم مبتكر وقف عليه بدهاليز مطبعة العملة الأستاذ عبدالله صغيرون وهو شخصية نفطية مولعة بالتدريب وبفكرة التثقيف النفطي التي نوه إليها الوزير .. المؤلف دكتور محمد سليمان حمزة متخصص في النظم الإدارية الالكترونية، سيرته الذاتية حافلة، مدرب دولي محترف، عضو البورد الامريكي، عضو الأكاديمية الدولية الامريكية بنيويورك.. الكتاب تولى طباعته مركز التدريب النفطي بوزارة النفط والغاز بدواعي(إرساء قواعد وعلاقات علمية وشراكة مع الخبراء والاستراتيجيين والجامعات) كما يقول مدير المركز مهندس محمد أحمد حسن ادريس. ..حول النفط والقيادة كحل لمعضلات البلاد تتداعي الخواطر فى بيئة رمضانية مفعمة بدواعي التزود بالطاقة التي لا تنفد ..الطاقة الإيمانية التي يضخها الصوم (إيماناً واحتساباً).. طاقة هائلة مدهشة نجدها ماثلة في الصدق فقط وتجديد العزم.. كلاهما من ثمار رمضان، وكلاهما مطلوب لينصلح الحال.. كيف ينصلح الحال بلا صدق؟ بلا عزيمة؟!. ..رمضان جعل الاجواء مفعمة بأشواق الإصلاح استعصاماً بقيم الرجوع الى الله تعالى ..إنه هاجس المجالس والواتساب ..ومن الواتساب وردني تذكير باغتنام هذه الأيام التي وصفها الخالق بانها(معدودات).. التذكرة(استراتيجية) تقول:(الخطوة الأولى لإدارة الوقت واستثماره هي أن تحدد مجالاتك التي تريد أن تتحرك فيها، تذكر المجالات الإيمانية الروحية، أوقات الإفطار وقبل الاذان هي من أفضل الأوقات للدعاء، وهي من أوقات الاستجابة.. تذكر انك تريد مرضاة الله)..العبادة والدعاء إلهام من الله تعالى ورمضان يلهمنا..اللهم ألهمنا(الرشد) الذي وعدت به من صام وسألك من فضلك.. رشداً في القول والعمل، والمعاملة.. ورمضان كريم.