المارد الاتحادي بدأ الخروج من القمقم!!!! للحزب الاتحادي الديموقراطي (قيادات شريفة وقواعد حرة قوية) تستطيع أن تحمي منها من بقي بالحزب الكبير، الذي سمي بالأصل آملاً في يتم إصلاح الإعوجاج الواضح به منذ ربع قرن من الزمان، والآن هم يعضون بنان الندم نتيجة هذا الانتظار والفشل والإحباط والإهانة والمذلة والخداع والمؤامرات، التي لا تليق بإرث حزب عريق قام بتأسيسه أعظم رجالات السودان عبر التاريخ ..غيرهم (مجموعة ثانية) اتجهوا الى عدة (فصائل أو مجاميع)، رافضة لسياسات الأصل وزعيمه أطلقت على نفسها صفة أحزاب وغالبيتها تم تسجيله بكل (الترحاب والشماتة والتلذذ) من الحزب الحاكم، ومن يخططون ويتآمرون وينفذون له مخططاته والمخترقون والغواصات، ومن باعوا ذممهم للحزب الحاكم وجهاته المسؤولة عن تدمير الأحزاب السياسية القوية، على وجه الخصوص الاتحادي الديموقراطي الذي مازالت حواؤه تلد كل يوم اتحاديين جدد، مشبعون من أثداء أمهاتهم بعشق الوطن والديموقراطية، لا يخافون ولا يهمهم إلا رضاء الله سبحانه وتعالى.. يضعون الوطن في حدقات العيون والمواطن هو محور برامجهم وهمهم، يلي ذلك في الترتيب الحزب الذي سينفذ كل ما هو مطلوب للارتقاء بالوطن والمواطن.. المجموعة الثالثة هي الأقوى وهي من يطلق عليهم الجالسون على (الرصيف) ولا يعجبهم ما يجري في الساحة من كل هذه الجماعات، بل تتعجب وتتساءل: ألا يوجد بينكم رجل حكيم!! كل الجالسين على الرصيف في رأيي المتواضع هم من الحكماء.. لم يلوثوا أيديهم بالمشاركة في تدمير الحزب أو بالوقوف مع مجموعة من المجاميع مع تمسكهم بمبادئ ومرتكزات الحزب الأصلية، وإشفاقهم على ما صار عليه حال الاتحاديين الديموقراطيين من ضعف وتشتت وتشرذم وتناحر وجري وراء المكاسب الشخصية. الآن بعد عودة بعض القيادات من لندن محملة بالأسى والحزن والألم والانكسار، وبالنظرة التحليلية المتعمقة للخلافات غير الجوهرية بين مجموعتي الأصل (أم دوم وأمبده) بعد استيلاء مجموعة الحسن وحسونة، وأحمد سعد المشاركة في الحكم غصباً عن رغبة جماهير وقواعد وأكثر من 90% من القيادات، وبالنظرة التحليلية الأكثر تعمقاً وشمولية للخلافات المخجلة والتي تنم عن (غياب الحكمة) بين الجماعات الاتحادية الديموقراطية التي انفصلت عن الحزب الكبير الذي أسسه الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري وتحت رعاية مولانا السيد/ علي الميرغني في العام 1967م، وبعد (فشل) جيلنا هذا والأجيال التي سبقتنا طوال 27 عاماً من حكم الإنقاذ في قيادة الحزب أو حتى الحفاظ عليه أو على ما تبقى منه ومن الوطن، وبعد أن شعر (كل سوداني)، سواء أن كان منتمياً أو غير منتمٍ للحزب، أن حزب الحركة الوطنية، صمام أمان السودان، قد خذله في كل توقعاته بالنسبة للوطن والمواطن، بل أن بعضهم أشار صراحة الى أن ما يجري للوطن والمواطن الآن ما هو إلا نتيجة تشظي حزب الحركة الوطنية الذي فارق مرتكزات وأهداف ومبادئ الحزب الاتحادي الديموقراطي 1967!! نسينا حزبنا ووطننا فأنسانا الله أنفسنا وفقدنا الوطن والحزب.. ويلوم الشعب السوداني كله الحزب الاتحادي الديموقراطي بأنه خذل الوطن والمواطن ووصل بنا الى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان على الناس. الآن بدأ المارد بالخروج من قمقمه.. علمنا بكل سرور بأن شباب كل هذه المجاميع بدأ في لم شمل وتوحيد الحزب، تاركين الرايات المتعددة ومتمسكين براية الحزب الأم ولا نقول الأصل أو المسجل أو الوطني الاتحادي ..الخ. كما علمنا بأن هناك مبادرة توحيد جميع مجموعات الحزب منطلقة من عاصمة الجزيرة تقودها مجموعة قررت أن تتسم بالحياد تجاه كل الجماعات أو الفصائل أو الأحزاب الاتحادية، ومكونة من أفراد كانت تنتمي الى هذه الفصائل وراجعت أنفسها، وأفراد من القواعد أو من الرصيف.. قاموا بإعداد (بيان مشترك) ركز على ما آل اليه حال الحزب وحال الوطن والمواطن ..وأن السودان يمر بكوارث وأزمات اقتصادية وسياسية وحروب لابد من التصدي لها انقاذاً للبلاد والعباد.. وأن هذا لن يتم إلا من خلال الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي يجب أن يجمع كل من ينتمي الى الوسط وسيكون هو أكبر أحزاب البلاد قاطبة وينتظره كل سوداني حر وأبي..البيان يطالب بأن (يضع كل فصيل/ جماعة) رايته ويبدأ حواراً غير مشروط ستقوده هذه المجموعة داخل وخارج الولاية وخارج السودان، مع مجموعات تحمل ذات الأفكار والطموحات والأهداف (الوحدة والمؤتمر العام)، ويعدون الآن ميثاقاً يتواثقون عليه ويكون (مرجعية) للمجموعة الأم ولمن سينضم اليهم مع تكوين (مجموعة موسعة) للعمل على حل الخلافات وتوحيد الحزب وقيام المؤتمر العام لكل الاتحاديين الديموقراطيين ل(اتخاذ الاسم المناسب) واقرار الدستور والمؤسسية وانتخاب المكاتب والأمانات دون أي شروط مسبقة تمنع أية مجموعة/ فصيل/ حزب اتحادي من المشاركة بالمؤتمر العام... أجمل ما علمته عن هذه المجموعة التي تحتفظ بسرية عملها وعضويتها، أنها ترى أنه قد آن الآوان بأن يتم (تسليم الحزب للشباب) عبر المؤتمر العام مع تكوين مجلس شورى لهم من قدامى القيادات. هل أنا متفائل أكثر من اللازم بخصوص خروج المارد وتوحيد الحزب، وقيام المؤتمر العام، وتكوين حزب حقيقي مبني على أسس علمية وعملية وبمبادئ سودانية تهتم بالوطن والمواطن وتنظر الى الأجيال القادمة صاحبة الحق الأول والأخير في هذا الوطن؟ نتيجة معرفتي بالأشخاص الذين يقومون بهذا العمل وتنوعهم من اتحاديين من أغلبية أو كل الفصائل، ومن ختمية واتحاديين، وتجانسهم وديموقراطيتهم أثناء النقاش وسهولة التفاهم بينهم، ومعرفتهم بكل القيادات داخل وخارج الولاية وخارج السودان، ومقدرتهم على الحوار واستخدام المنطق والعقل، وخبراتهم المتراكمة ومعرفتهم التامة بمرتكزات الحزب الأم ومبادئه وأهدافه، ونظرتهم المستقبلية للحزب، وجلدهم ومكانتهم المجتمعية وداخل الحزب الأم، والمجموعات الأخرى ، (مع تصميمهم على النجاح) مهما كانت التضحيات والمجهود والصدمات، لن يمنعهم هذا من الوصول الى ما بدأوه حباً في الوطن والمواطن والحزب.. في قادم الأيام سنقوم بنشر بيانهم الأول، ورؤيتهم ورسالتهم.. أما آلية العمل فهي متروكة لهم، لكني أستطيع أن أؤكد أنها آلية قوية ولا يمكن رفضها أو أن تؤدي الى الفشل.. الفشل بالنسبة لهم (غير مقبول ولا يوجد في القاموس) الذي يتعاملون معه.. أبشر أيها الشقيق الاتحادي الديموقراطي، فقد بدأ خروج المارد ولنستعد لاستقباله بما يليق بحبيب طال انتظاره.. اللهم نسألك اللطف (آمين).