في صمت ودون ضوضاء، يعمل معتمد محلية بحري اللواء حسن محمد حسن الذي خطف الأَضواء من كل معتمدي محلية العاصمة بمبادراته الإنسانية، وإقرانه القول بالعمل والفكرة بالتنفيذ، فكانت مبادراته ووقفة الرجل الشهم مع بائعات الشاي، ومن بعدها لفتته البارعة نحو (أطفال الدرداقات) الذين حمل هم تعليمهم على عاتقه، حتى خرج علينا بمدرسة خاصة لهم بمنطقة شمبات باسم (حلم النيل)، وهو يقول إنهم بصدد إنشاء مركز ثاني في الخرطوم بحري لاستيعاب الأطفال العاملين بالأسواق مجاناً، لأن النهضة لن تتحقق بمعزل عن التعليم. هذا في الوقت الذي يعاني فيه أطفال (الدرداقات) وبائعات الشاي في المحليات الأخرى ويلات (الكشات)، وما أدراك ما الغرامات التي تلتهم حصيلة اسبوع كامل تم جمعها علي طريقة (جنيه .. جنيه)، حتى انطبق عليها المثل القائل (يلمها النمل ويطأها الفيل) عموماً أنا لست بصدد الحديث عن مبادرات المعتمد الإنسان، لأن الزملاء أشبعوها غزلاً وإعجاباً، ولكني أريد أن أقول للأخ اللواء حسن مبادراتك وحسن أعمالك على (عينا وراسنا)، وهي تجد منا كل الإحترام والتقدير، لكنها وحدها لا تكفي، فمحلية بحري تحتاج الكثير الذي هو ليس بالصعب على أمثالكم ممن يحملون هم المواطن. نريدك أن تسجل زيارة سريعة لحي الشعبية شمال لترى بأم عينك (مستنقع الأمراض) القابع على المجرى المائي بالشارع الرئيسي، وأن تقف على واجهة المركز الصحي التي تحتاج إلى ضباط صحة، بعد أن أصبحت أكبر مهدد للصحة، ثم مُر بعد ذلك على الميدان الذي يجاور مركز الشباب، واستمتع مع المواطنين بنغمات الضفادع التي جعلت من المياه الراكدة في الميدان (مسكناً دائماً)، ومن بعده ستجد السوق في انتظارك بجبال من النفايات خلف مباني الدفاع الشعبي، التي تحولت أسوارها لأماكن قضاء الحاجات، وتحول السوق إلى ملاذ لمتشردين يفترشون (مساطبه) على عينك يا لجنة شعبية ويا محلية. حقيقة إن ما تعانيه الشعبية هو مأساة بمعنى الكلمة، فكل ما فيها مدعاة لجلب الأمراض في ظل نوم عميق للجنة الشعبية وللمحلية. خلاصة الشوف: المرة القادمة نحدثك أخي المعتمد عن ميدان عقرب، الذي تحول إلى مغسلة للسيارت، بعد أن خسرت فيه المحلية الملايين قبل أن يتوقف العمل فيه.
