في زمان عزت فيه الوطنية وتقاعس فيه الناس حتى عن أداء واجباتهم ، كان لأهل شمبات رأي آخر، فلقد تجمع شيبها وشبابها ونساؤها وأطفالها ، كل يدفع بما لديه من أفكار وأموال وسواعد من أجل (الحليلة شوحط) شمبات أقدم مدن العاصمة قاطبة ليكونوا جسما يجمع الخيروأهله. غرفة طوارئ شمبات هي وليد الفكرة التي ترعرت وكبرت تحت عطف واهتمام الشمباتة ..ولقد تم الإتفاق على أن تكون الغرفة بعيدة عن السياسة والخلافات المذهبية... الغرفة دعت معظم صحف الخرطوم لرؤية الفكرة التي باتت واقعا فكانت (آخرلحظة) إحدي الصحف المحظوظة: البداية كانت بدار النيمة المقر الرسمي لأنشطة الشمباتة الثقافية والإجتماعية والوطنية،حيث عرض للزوار أهم انجازات الغرفة التي تتمثل في ٭صيانة مدارس الأساس بالمدينة وتمت صيانة أربع مدارس من ثمانية ، وتم حفر آبارسايفون وبناء حمامات جديدة . ٭ عمل كورسات تقوية في الإجازة الصيفية لتلاميذ وتلاميذات المدارس مجانا. ٭صيانة المركز الصحي ومده ببعض المعدات. ٭ إنشاء بنك للدواء تحت إشراف صيادلة (ترعاه مجموعة النيمة ). ٭ تكوين بنك للكتاب المدرسي يقدم فيه السكان مايفيض عن حاجة أبنائهم ليجمع ويقدم للمحتاجين(ترعاه مجموعة النيمة). ٭ العمل في حفر المجاري لتصريف مياه الأمطار ..وتم تنظيف أكبر مجرى مائي يصل (خور الشعبية ) بنهر النيل ولقد ظل هذا المجرى مقفولا لأكثر من ثلاثين عاما. بعدها تم أخذ الوفد الصحفي لمشاهدة النيل ومانجم عن فيضانه الأخيرمن مآسي ، ووقفت الصحيفة على حجم الضرر فلقد ارتفع منسوب النيل بصورة لم يسبق لها مثيل خلال السبعين عاما الماضية ودخل المزارع ،ولقد وجدنا المضخات الكبيرة تعمل في رفع المياه من المجارى إلى النيل. أما الضرر الأكبر فكان تشريد الفيضان لأكثر من 200أسرة يعمل أفرادها في المزارع والجناين (مزارعين وعمال ورعاة) ومعهم أسرهم. ٭ قدمت الغرفة بمعاونة كل مجموعات شمبات الأخرى ( منظمة شمبات الخيرية ) (جمعية شباب شمبات الشمالية الخيرية)(مجموعة شباب النيمة)وآخرون الدعم اللازم للأسر خصوصا الأطفال ، فكان الإيواء وتقديم الوجبات، ولقد تابعت الصحيفة تقديم (منظمة شمبات الخيرية ) لوجبة الإفطارأمس لكل المتضررين. آخر لحظة صادفت زيارة بعض منظمات المجتمع المدني وديوان الزكاة ومعتمد بحري للمتضررين من عمال المزارع. ولقد صرح المعتمد بأنهم كحكومة سيساعدونم لمدة 72 ساعة وسيسمحون لهم بالبقاء في(شارع مور) لمدة 15 يوما يوفقون فيها أوضاعهم ،وبعدها سيعاملون معاملة السكن العشوائي. كما تمت زيارة الوالي مساء لهم.
