عوضية فضل المولى كانت أول امرأة تتولى إدارة فرع بالبنك الزراعي بعد أن كانت إدارة الفروع في ذلك البنك حكراً على الرجال، ثم صارت بعد ذلك أول امرأة تدير بنكاً في بلادنا بعد تعيينها مديراً عاماً لبنك الأسرة بعد أن ظلت إدارة البنوك حكراً على الرجال طوال تجربتنا المصرفية، فأشفق عليها الرجال من التجربة ولكنها أي عوضية، بعد قبولها التحدي فعلت ما لم يفعله كثير من الرجال في كثير من المصارف بحسب متابعاتنا وبحسب حديث العاملين عنها، فالتعثر في البنك كان كبيراً جداً قبل مجيئها، ولكنها اتحزمت واجتهدت وخفضت التعثر خلال فترة وجيزة إلى (5) بالمائة فقط، بل أحدثت ثورة في كل الجوانب رافعة عدد فروع البنك من (22) فرعاً إلى (39) فرعاً، وفتحت (12) نافذة لبنكها، وأدخلت أنظمة التقنيات الحديثة في العمل المصرفي بالبنك ونقلت رئاسة البنك من موقع صغير إلى مقر كبير يناسب اسم البنك وطموحه، ثم انشأت أول مركز لريادة الأعمال ونقلت البنك من الصفوف الخلفية لقائمة البنوك إلى وضع أفضل وسط المصارف، الشيء الذي جعل الجمعية العمومية للبنك تسجل صوت إشادة بالتطور الذي تم وبسرعة على يد عوضية والتي تفاجأنا قبل أيام باستقالتها وهي في قمة نجاحاتها وتفاجأنا أكثر بقبول مجلس الإدارة للاستقالة التي تجعلنا نتساءل هل استقالة عوضية وراءها خلاف مع مجلس الإدارة وإن كان غير ذلك لماذا لم يتمسك بها المجلس وهي تحقق كل تلك النجاحات. إنها أسئلة حائرة، وكم كنت أتمنى أن نحافظ على مثل هذه التجربة وتكون لنا أكثر من مديرة بنك لمعرفتنا بحرص المرأة في تعاملها مع المال وحرصها على النجاح ولكننا تراجعنا بقبول استقالة عوضية المرأة الوحيدة التي كانت تؤكد أن إدارة المصارف ليست حكراً على الرجال. المهم أن عوضية التي عرفت بشخصيتها القوية غادرت بنك الأسرة سواء برغبتها أو بضغوط لا نعلمها من مجلس الإدارة ونكون قد خسرنا امرأة ناجحة اكتسبت تجربة وقدمت نموذجاً مميزاً في إدارة المصارف يمكن لمحافظ البنك المركزي أن يستفيد منها في موقع آخر خاصة وأن المرأة صارت متفوقة في المواقع التي تكلف بها، ففي احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال في يناير الماضي، وجد رئيس الجمهورية مشاعر الدولب الأميز بين وزرائه فمنحها نجمة الإنجاز ومثلها تقدم أمل البيلي نموذجاً مميزاً في ولاية الخرطوم و... و... و... و... و كلها نماذج تؤكد أن المرأة بقت فاس تفيد في الإدارة وبكفاءة عالية فافسحوا لها المجال أكثر وسنكسب الكثير. حاجة ثانية إن صح أن قراراً قد صدر بتعيين أستاذنا عوض جادين وكيلاً لوزارة الإعلام فإنه سيكون أفضل القرارات التي صدرت مؤخراً، فالرجل أكد في كل تجاربه أنه إداري من العيار الثقيل فهماً ورأياً وحكمة وحنكة وقدرة على النظر إلى أبعد من رجليه بعلمية ووعي كبيرين.