الأخ والصديق العزيز/ طاهر المعتصم لقد قرأت في عمودك القيِّم بصحيفة آخر لحظة بتاريخ 29/8/2016 مقالاً بعنوان (البحث عن قطار) وقد ختمته بقولك: (يجب بالتوازي مع بداية رصف الطريق المزدوج، البحث الجاد عن إعادة تأهيل خط السكة الحديد وقطاراتها بين الخرطوم ومدني، وداخل ولاية الخرطوم فهي أكثر أمناً وأقل تكلفة). فقد أصبت كبد الحقيقة أخي طاهر في كلماتٍ موجزات، وبما أنَّ الشيء بالشيء يذكر والهمُ الوطني واحدٌ، فقد ذكِّرني مقالك هذا مقترحاً تقدمت به في فبراير 2014 لمدير جامعة وادي النيل السابق د. عبد الإله موسى علي بمدينة عطبرة الفتية، أدعوه فيه لإنشاء كلية جديدة من نوعها وأهدافها أسميتها (كلية هندسة وعلوم السكة الحديد)، كأول كلية متخصصة في هذا المجال بالسودان، بالتعاون مع جامعة سان بيترسبيرج الروسية The Petersburg State Transport University التي تأسست عام 1809م لغرض تطوير قطاع السكة الحديد في روسيا، ثم تطور برنامجها لاحقاً ليشمل قطاع النقل عامة، فقد تم إنشاء هذه الجامعة في مدينة سان بيترسبيرج الروسية قبل أكثر من قرنين من الزمان كأول جامعة في العالم متخصصة في مجال السكة الحديد، فإذن الخبرة الروسية في هذا المجال عمرها عدة قرون، ولحسن الحظ علاقتنا بروسيا علاقة قديمة ومتينة، تمكننا من الإستفادة منها في إنشاء الكلية الجديدة التي ستكون بدون أدنى شك، إضافةً علميةً حقيقية لمجال الهندسة في السودان وأفريقيا، والسودان بموقعه الجغرافي الجيّد يمكن أن يربط كل الدول المجاورة بالسكك الحديدية، وبالتالي يصبح مركزاً لصيانة قطاراتها التي ستلعب دوراً اقتصادياً مهماً على المستويين الداخلي والإقليمي. فلو أسرع السودان لتنفيذ هذا المقترح وسيكون للسودان شأن كبير في مجال هندسة وعلوم السكة الحديد في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.. وللأسف عندما أحال مدير جامعة وادي النيل السابق المقترح للجنةٍ لدراسته وإبداء الرأي فيه، خرجت له اللجنة بحجةٍ غريبةٍ قتلت بها المقترح، وحجتهم هي أن طلبة الكلية الجديدة لن يجدوا فرصاً كافية للعمل في مجالهم، لأن مجال السكة ال حديد في السودان ضعيفٌ جداً! هذا وقد نسيت اللجنة الموقرة أنّ الجامعات السودانية -وغير السودانية- ما زالت تدفع بآلاف الخريجين كل عامٍ في كل المجالات ولا يجد كثيرٌ منهم وظائف في مجال تخصصاتهم، ومع ذلك كله لم نسمع بكليةٍ واحدة أو جامعةٍ واحدة قفلت أبوابها بحجة أن خريجيها لم أو لن يستوعبهم سوق العمل! فأنا من هذا المنبر أدعو جامعة وادي النيل لإعادة النظر في المقترح ودراسته دراسة متأنية، فهي الجامعة الوحيدة المؤهلة للقيام بهذا المشروع العظيم، كما أدعو السيّد وزير النقل والطرق والجسور د. مكاوي محمد عوض للنظر في المقترح من أجل توطين هذا العلم المهم وتحسين صناعة وصيانة السكة الحديد في سوداننا الحبيب. محمود عثمان رزق *من على الشرفة تشكر الصديق محمود رزق على مقترحه غير المسبوق والكرة بين يدي الوزارة والجامعة.