*بداية القول التحية والتقدير لكل الجلادين الذين عطروا وشكلوا وجداننا قبل آذانا بالفن البَدِيع . *فرقة عقد الجلاد الغنائية لهيب أصوات وموسيقى وقودها الإبداع .. كيف لا وهي التي اختارت اسم الجلاد الذي عرف بخصوصيته وطيب رائحته ، إذ أنه يزيد طيبا كلما زاد في القدم ، بدأت الفرقة بكامل ألقها وإبداعها منذ بداية نشاطها الفعلي في العام 1988م إلى يومنا هذا وما زالت حفلاتها الجماهيرية الأكثر حضوراً . *واستطاعت أن تخلق هجين مختلف ما بين السلم الخماسي وفنون الغناء الحديثة فخرجت من المألوف بلونية غنائية جديدة ، كانت نقطة تحول في مسار الأغنية السودانية لذا وجدت إعجاب منقطع النظير من مختلف فئات المجتمع وارتقت بالذوق العام وطورت فكر الشباب وهذبت ذائقتهما السمعية و انخرطت في الأعمال الخيرية وما يلمس هموم المواطن البسيط ، ويعتبر الأستاذ عثمان النو المؤسس الفعلي للمجموعة . *هي رحلة إبداع طويلة و فخر الأغنية الجماعية الحديثة في السودان، ظل العقد منظوماً في نسق فاتن وتعاقبت عليه أجيال مختلفة وحدثت به خلافات كثيرة وكان خروج النو ضربة مؤلمة للجمهور قبل الفرقة و لولا إيمان الفرقة بغرسه الذي غرسه فيهم لكان هذا العقد الفريد اليوم في عداد ذكرى "حقيبة فن عقد الجلاد الغنائية ". *ظهر كورال معهد الموسيقى والمسرح مجدداً بثوب جديد ومُدهش .. خرج من ذات الرحم الذي خرجت منه عقد الجلاد وهو معهد الموسيقى والمسرح ( مصنع الإبداع ) فتسلح بنفس أسلحتها وجذب نفس جمهورها الذي هو في الأصل جمهور الذوق الرفيع . استطاع المبدع (الصافي مهدي) ومدرب الصوت (النور حسن) ومجموعة من المهتمين بأمر الكورال أن يقودوا هذه السفينة الفنية العلمية باحترافية ومهارة عالية حتى رست في شواطئ المجتمع السوداني المتعطش للجمال فنالت انبهار الجميع لفقر الساحة الفنية من المبهر . *وبالرغم من هذا النجاح يظل الكورال ظاهرة متجددة مرهونة بتعاقب الإداريين و الدفع المختلفة على المعهد لأنه يعتمد على الطلاب وهذا التعاقب سيخلق عدم ترسيخ لأفراد الفرقة في أذهان الجمهور، ففي كل عام سيظهر نجوم جديد ويختفي آخرون وهذا من شأنه فقد بريقها ونشاطها مستقبلاً، ونتمنى ألا يحدث هذا . *وتظل عقد الجلاد برغم الجراح جبل لا تهزه الرياح ، ونناشد الفرقة والأستاذ النو أن يعيدوا مجددا النظر في هذه العزلة الفنية، من أجل جمهور عشق هذا الاتحاد وهذا العقد (بنكهة نوويه) وعقد معافاة من مهاترات الفن لتعود المجموعة أقوى لتروي فينا شغف الاستماع والإستمتاع . *وستظل عقد الجلاد فواحة لن يبرد عطرها ببريق نجم الكورال لأنها كورال مشى بين الناس كما عزوبة الأنهار.