*قبل عامين خطرت لي فكرة جمع جلود الأضاحي في حينا بواسطة لجان الحي،، وبيعها لمدابغ الجلود وبعملية حسابية بسيطة وجدت أن المبلغ المتوقع يفوق ميزانية الحي والأحياء المجاورة، لكن للأسف لم تتنزل الفكرة إلى أرض الواقع، رغم أنها عملية جمع جلود في رقعة جغرافيه محددة وليست عملية جمع السلاح في منطقة نزاع قبلي في إحدى مناطق النزاع الساخنة. *والفكرة تتلخص في أن أحياءنا السكنية تشكو سوء الحال والمآل من تردى بيئي، وقمامة تزكم الأنوف، وحالة بؤس تشكوها أعمدة الإنارة لطول صومها وتوقفهاعن العمل، والشماعة الشهيرة هي الإمكانات حتى خجلت كلمة الإمكانات من استخدامنا لها بين شقيقتها من كلمات لغة الضاد، والإمكانات موجودة لكن في عقولنا وليس في بلادنا . *ماذا لو اجتمعت لجان الأحياء بعيداً عن ساس يسوس التي تجمع (خايب الرجاء والمتعوس) واتفقوا على أن يقوموا بمشاركة شباب الحي بتجميع الجلود بأعجل ما يكون في نقاط تجميع، ولتكن المساجد والمدارس وأندية الأحياء، وأن يتبرع أصحاب عربات النقل من سكان الأحياء أو استئجار عربات نقل تقوم بنقل الجلود إلى صاحب المدبغة، التي يتم الاتفاق معها مسبقاً على أفضل سعر للجلد. هذا الجهد يحتاج إلى تجول لمدة لا تزيد عن أربع ساعات عقب صلاة العيد. *والجهد يتم بعد عملية جني الأموال لتنفيذ خطة موضوعة مسبقاً- كل حي حسب إحتياجاته- الذي يحتاج لإصحاح بيئي يمكن أن تمول بالمبالغ المتحصلة حملة إصحاحبيئي، والحي الذي يحتاج إلى تشجير يمكن أن يتم تشجيره، وياليت قومي دروا أهمية التشجير والغطاء النباتي، والحي الذي يحتاج لأعمدة إنارة يمكن أن تكون هي المشروع المستهدف وتشتعل أضواء الأعمدة، والحي الذي يحتاج إلى ردم أزقته بعد خريف هذا العام، يمكن التصويب عبره مستخدمين مال جلود الأضاحي. *لا يمكن أن تكون مهام اللجان الشعبية استخراج شهادة سكن أو غيرها، ولا يمكن أن يكون همها مناصرة الحزب الحاكم، وليتها ناصرته عبر تقديم مبادرات توفر خدمات لسكان الأحياء ساعتها، ربما راق حزبهم للمواطنين، لذا أرى بدلاً عن تكتيف الأيادي (ودس المحافير) أن يتقدموا مع مختلف مكونات سكان الأحياء، ويكونوا معهم يداً بيد لعملية جمع جلود الأضاحي وبيعها لصالح أحد مشاريع الحي. *على شباب الأحياء بمختلف مكوناتهم وألوانهم أن ينتهزوا هذه الفرصة، ويشكلوا مجموعات طوعية يكون همهم الأول نظافة ورقي أحيائهم السكنية، وقد أثبت الشباب السوداني في غير مرة أنهم أهل للمبادرات، ولديهم المقدرة على تنفيذها. وأخيراً كل عام والجميع بألف خير، وكل عام وبلادنا نظيفة وشوارعنا أجمل، وأعمدتنا مُنَارة.