(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ* وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا * اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ * وَاتَّقُوا اللَّهَ * إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) انتشر تسجيل تقوم فيه إحدى الخبيرات النفسيات بالتعليق علي حادثة الاعتداء على العاملين بطوارئ مستشفى أم درمان بسرعة خاطفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ما يلي تعليقي على التسجيل: التسجيل حوى الكثير من الحقائق وخطه العام قد يتماشى مع واقع الكثير من الأطباء السودانيين، فحتى الأطباء أنفسهم تضج مجالسهم الخاصة بقصص مخزية مروا بها عند احتكاكهم بزملائهم الأطباء كمرضى أو مرافقين (نقص في الاهتمام، تواصل ضعيف مع المريض، مدة المقابلة غير كافية، بطء في الاستجابة، تعامل جاف، الكشف على زميل بمقابل مادي، الخ الخ). ضعف مهارات التواصل لدى الطبيب السوداني موضوع مهم لا يجب الحكم عليه من خلال الانطباعات والتجارب الشخصية أو حتى من بحث واحد، بل يجب تقييمه من خلال البحوث المتعددة التي توفر أدلة علمية راسخة ومقنعة وتتعدى مجرد وصف المشكلة إلى أسباب وجذور المشكلة إن وُجدت لتطرح السؤال الذي يستحق الإجابة بصورة أولى هنا، أي السؤال الذي يتعلق بأسباب هذا الضعف وهل هو ناتج عن طبيعة الشخصية السودانية أم عن عوامل أخرى ترتبط بالتدريب والمهنية وبيئة العمل، والإجابة على هذا السؤال هي المدخل الحقيقي لتلافي هذا القصور إن وُجد. ختاماً بعض الهنات في شكل ومحتوى التسجيل تستوجب الإشارة إليها: ركز التسجيل علي دور الطبيب في قصور الخدمة الصحية وأغفل النماذج المشرقة الكثيرة لأطباء يعملون في ظروف صعبة ويقدمون الخدمة الصحية بتفانٍ وتواضع وإنسانية نادرة. محمد حسن فرج الله طبيب يعمل خارج السودان