ولدت زينب مصطفى أحمد بتي عام1927م بود درو - بحي القلعة بام درمان وهي من فرع البتياب في قبيلة الجموعية ، عرفت بأنها أشهر طبيبة شعبية لعلاج رضوض وكسور العظام في البلاد، وكانت علما من أعلام المدينة التأريخية. تعلمت زينب الطب الشعبي و استمدت خبرتها في علاج العظام من والدها أحمد ود بتي، الذي كان قبل رحيله أشهر (بصير)، كما يسمي المعالجون الشعبيون للعظام في السودان، وكان أول من عالجته ابنها (صلاح )حين لم يستطع أبوها(جده) جبر كسره لعاطفة وحنان ربطاه بالولد. عرف عن بنت بتي أن معظم لاعبي الكرة في المريخ والهلال والموردة أو الأندية ألصغري كانوا يترددون عليها حالة إصاباتهم بالكسور . ومن الشخصيات الكبيرة التى عالجتها الرئيس الفريق إبراهيم عبود الذي كان يعاني "فككا" والرئيس نميري الذي كان قد سقط من حصان فكسر يده والرئيس القذافي الذي كان يعاني إصابات في الظهر وبعض الشخصيات العربية من السعودية و الإمارات وآخرين من الدول الأجنبية الأخري الذين كانوا يفدون إليّها عن طريق السودانيين. بل كانت هناك حالات اعتبرها الأطباء صعبة فحولت لها من المستشفيات. وكان في وجودها قل أن يلجا مصاب بكسر في أمدرمان القديمة لعلاج خلاف أياديها المبروكة. وظل بيتها مفتوحا لعلاج الحالات ليل نهار لا تبخل في المساعدة ولا تشترط مبلغا معينا من المال علي الشخص فكل شخص حسب استطاعته ،وفي علاجها لجبر الكسور كانت تستخدم مهارتها التقليدية والخبرة المتوارثة والموهبة ،و الماء البارد أو الساخن كمكدات فقط. رفضت بنت بتي أن تفتح عيادة متخصصة لتطوير عملها رافضة بذلك طلبا من الرئيس نميري الذي كان كرمها في (يوم المرأة ) بجائزة ثمينة لأنها كانت تري في فتح العيادات تكاليف مادية للمرضى لا استطاعة لهم بها، وفيها إضاعة للأجر والثواب. ومثلما كانت ترد إليها بعض الحالات المحولة من المستشفيات ،كانت هي بدورها تحول بعض حالات الكسور المركبة إلي المستشفي وكانت تستقبل أطباء لعلاجهم وجبر كسورهم. توفيت بنت بتي يوم الثلاثاء21 فبراير 2006م وقد شيعتها كل أم درمان رحمها الله رحمة واسعة.