أصبحت ظاهرة المتسولين تزداد في كل يوم وكل ساعة بصورة ظاهرة للعيان، ويُلاحَظ انتشارهم في كل الطرق الرئيسية والفرعية، ومن كافة الأعمار إضافة لظهور فتيات في مقتبل العمر يمتهِنَّ هذه المهنة مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر إزاء هذه الظاهرة، والتي لو استمرت هكذا ستصبح أمراً مألوفاً حتماً وسيُنشَّأ جيل قادم على رؤية هذه الظواهر كأنها أمر عادي مع العلم بأن معظم من يمتهنون هذه المهنة هم من الأجانب، وخاصة دول غرب إفريقيا ولست أدري ماذا تفعل وزارتي الرعاية والضمان الإجتماعي الإتحادية والشؤون الإجتماعية بولاية الخرطوم، والأمر قد استفحل وقطعاً سيخرج عن السيطرة لو استمر الحال هكذا، وقد هالني ما رأيتُ في منطقة ما في وسط الخرطوم عندما توقفت عربة في إحدى الطرقات، وقامت بإنزال العديد من هؤلاء بصورة منظمة ومحترفة وعلى الفور توزع الجميع وإنتشروا بكل دقة، وحينها أدركتُ تماماً بأنَّ جهةٍ ما تقف خلف هذه الظاهرة، السؤال... كيف دخل هؤلاء إلى البلاد؟ هل مروا على منافذها المعروفة سواءً عبر الموانئ أو المطارات؟ ومن هي هذه الجهات التي تقف من وراء هذا الفعل؟ وهل الأمر له علاقة بشبكات الإتجار بالبشر أم أنها تسعى فقط للتكسُّب وزيادة المال بطريقة تؤذي المواطنين وتُقلِق مضاجع الجهات المسؤولة بالدولة في ذات الوقت، كأنَّ هؤلاء يُشكِّلون مع غيرهم بطريقة أو بأخرى مظهراً سلبياً لا علاقة له بما يجب أن تكون عليه الصورة المطلوبة للعاصمة، والتي ناءت بحملها حتى كادت أن تختنق، وفي تقديري أنَّ الأمر وصل الحد كما يقولون وبلغ السيل الذُبى تجاه هذه الظواهر، والتي تزداد مع إشراقة شمس كل صباح. والمطلوب إذاً من الجهات المسؤولة أن تعي هذه الظواهر وأن تضع لها من الحلول والقوانين بعد إخضاعها للبحث والدراسة والتقصِّي بما يحافظ على وجه الدولة، ويحفظ حقوق مواطنيها في الأمن والعيش بسلام.