*جاء في الأنباء أن نائبة رئيس البرلمان قد قالت (أرفعوا قضية (المطيع) لله، والحج الله يشوفوا ) أعدت النظر كرتين وأنا اقرأ حديث (ست عائشة) هل يعقل أن تحسم قضايا البرلمان هكذا! وهل هناك أمر لا يرفعه المؤمن الى الله! وهل هناك أمر لا يعرفه المولى عز وجل، وهل لم يبلغ مسامعهم قصة عزل خالد بن الوليد بغير ذنب اجتناه رغم أن لا مقارنة بين خالد وأي من المسؤولين *وما فهمته من حديث السيدة الفضلى أن أهل الأرض في برلماننا قد فشلوا في حسم قضية (المطيع)، فأمرتهم بأن يرفعوها الى الله، ومما بدا لي أن قضية المطيع تلك صعُب على أهل البرلمان فهمها أو حسمها وربما فُسر الشك هنا لصالح قضية المطيع، كما أسمتها ست عائشة نائبة رئيس البرلمان. *والأمر هنا ليس أمر الحج أو أمر المطيع، فذلك مسلسل مكسيكي تتواصل حلقاته كل عام مادام أمر الحج استعصى تماماً على الخصخصة، أسوة بالعمرة التى تمر مرورِ الكرام، تبدأ وتنتهي ولا نسمع لها جلبةً أو ضجيجاً. *لكن الأمر أمر برلمان يبدو أنه لم يسمع مايدور في الجانب الجنوبي من النيل في قاعة الصداقة، ومادار في الحوار الواطني من توصيةً باستحداث منصب رئيس وزراء يُعين من قبل رئيس الجمهورية، ويسأل من قبل البرلمان بل يمكن للبرلمان أن يوصي بإقالته..إن طرحت فيه الثقة حسب التوصيات الأخيرة. *وقد كان أمر استحداث منصب رئيس وزراء محل شد وجذب بين الحزب الحاكم وأحزاب الحوار، وطغى الأمر على صدر الصحف الخرطومية، وبعض من مجالس المدينة، بل شهدت شخصياً نقاشاً بين سودانيين في مدينة استانبول التركية الأسبوع الماضي. *كانت فرصة للبرلمان أن يثبت لمن راهنوا على الحوار، وعززوا دوره في مرحلة ما بعد الحوار أن يريهم أنه على قدر تطلعاتهم وطموحاتهم، بأن يحسم قضايا التنفيذيين التي تثار تحت قبته، فيحسمها ولا يتركها مثار شكوك وتخرصات تفسراً لصالح المسؤول، لكن يبدو أن هذا البرلمان يصعب عليه لعب هذا الدور المنوط به أساساً لعبه. *برلمان تثور معاركه حول تمليك عضويته سيارات بأقساط مريحة على فترة خمس سنوات، وتخرج معاركه هذه على صفحات الصحف، بدلاً عن تكون همومه وقضاياه قضايا المواطن اليومية، وقضايا الوطن بدلاً عن هموم شخصية ومكاسب آنية، ترسخ مكانته في ذهن المجتمع بأنه السلطة النيابية، التي تمرر القوانين وترقب الأداء التنفيذي. *لكن البرلمان بطريقة قضية (المطيع) ارفعوها لله، يرسل لمن كافحوا في جلسات الحوار رسائل سالبة، بأننا وأن أوكلتم لنا يا أهل الحوار مهمة مسألة رئيس الوزراء الجديد، فتوقعوا أن نقول لكم قضية رئيس الوزراء ارفعوها إلى الله، ودعونا نتمتع بمخصصاتنا ونبحث أمر سيارتنا وأقساطها.