الشناوي اب كجور ** عاشق بنات الحور يا أبوي الشيخ حامد ** في ود الشاطر اب قمبور هكذا كتب أحد شعراء الحلمنتيش بأم درمان القديمة في زمان بعيد يداعب مجموعة من أبناء العمراب وأحفاد الشيخ حامد وهم عائدون إلى أم درمان من ضريح الشيخ حامد اب عصا بقرية جبل أم علي بعد أن عمدوا واعتمدوا رسمياً وحلقوا العرف الذي يشبه القمبور ولبسوا الحجل. اهلاً وسهلاً بالأهل والأحباب والمريدين.. حللتم سهلاً.. ونزلتم أهلاً.. مرحباً بكم في داركم.. ضيوفاً أعزاء في زريبة أبينا الشيخ حامد بن عمر بن بلال وكنيته اب عصا.. لأنها مباركة يقضي بها الحاجات.. ما استعان بها في أمر إلا قضيّ بإذن الله. أما نسبه فإنه يرجع إلى الأصول العربية العدنانية التي تضم الجعليين التي ينتمي إليها عن طريق جده الأعلى إبراهيم جعل.. أما من جهة جدته لأبيه الشيخ عمر ود بنت الشيخ حمد أبو دنانة الواصل نسبها إلى الشريف زين العابدين بن الشريف الحسين بن الإمام علي بن فاطمة الزهراء. ولد وتربى بقرية أبو نقيقرة بسقادي غرب نهر النيل، وتربى في كنف والده الشيخ عمر.. حفظ القرآن صغيراً وكان تقياً ورعاً عابداً.. ولما كبر أشرف على خلوة أبيه بسقادي.. ثم ارتحل منها وأسس خلوته بالمكنية.. ومنها ارتحل شرقاً إلى جبل أم علي لينقطع إلى العبادة.. حيث الهدوء والسكون. نشأ الشيخ حامد في القرن السادس عشر الميلادي.. حيث كثر توافد العلماء ومشايخ الطرق الصوفية إلى السودان ومنهم جده الأكبر حمد أبو دنانة.. حيث وجدوا احتراماً وتقديراً من ملوك دولة الفونج.. وعملوا على نشر الطرق الصوفية ونشر الإسلام بإحياء نار القرآن والتجمعات الصوفية.. فكانت المساجد والخلاوى وحدتين مهمتين في جذب المريدين. في هذا الجو الصوفي الديني التعليمي نشأ وتربى الشيخ حامد أب عصا تحت رعاية والده فأسس خلوة المكنية القرآنية ثم تركها لابنه سليمان.. وعندما ارتحل إلى جبل أم علي أسس خلوته الثانية وسلك طريقه ومن بعده أبناؤه وأحفاده وأحيوا نهجه وطريقه التعبدي حيث يقول: أساس الدين الإيمان ** وغاية القرب الإحسان أصل الطرق القرآن ** كلام الواحد الصمد نعم رعى أولاده وأحفاده خلاوى والدهم وجدهم الشيخ حامد.. فأشرف على خلوة المكنية ابنه سليمان.. ثم خلفه ابنه حامد اللين الذي ازدهرت الخلوة في عهده وقصدها الدارسون من شرق السودان وأسسوا خلاويهم على نهجها.. وأسس تلميذه وصهره إبراهيم الخواض خلوته العريقة بطيبة الخواض.. وأشرف على خلوة المطمر حفيده أحمد وتوارثها أبناؤهم من بعده.. فلا يزال عدد من الأحفاد يشرفون على خلاوى المكنية والجبل والمطمر وقد أسس وشرع عدد من أحفاده في تأسيس خلاوى قرآنية بالعاصمة.. أصلح الله شأنهم بنور القرآن. أيام قلائل.. وبالتحديد يوم الخميس القادم 22 محرم 1438ه تحتشد فروع قبيلة الجعليين كافة وبنوه العمراب أحفاد الشيخ حامد أب عصا سيف في كرنفالها السنوي الصوفي الكبير وبمشاركة كافة فعاليات الطرق الصوفية من مختلف المدن والأحياء بالعاصمة المثلثة وضواحيها وقرى جنوب محلية شندي.. ذلك بالميدان التاريخي العريق ميدان الموردة القديم الذي شهد أيام العصر الذهبي ومجد فريق الموردة. في منزل عريق في أحد أزقة حي الموردة وفريق العمراب الجزء الغربي وبمنزل جدنا أحمد الحضري حفيد الشيخ حامد بدأ هذا الكرنفال السنوي منذ سنوات بعيدة وانتقل إلى فريق العمراب الجزء الشمالي في منزل آل بلول وسليمان ود بلول وشقيقاته ستنا وفاطمة وعائشة بت بلول التي تزوجها الفكي مالك حفيد وحوار الشيخ حامد أب عصا.. تزوجها في أم درمان أوائل القرن الماضي ورحل بها إلى قرية جبل أم علي موطن جدودها وجدودهم.. في هذا المنزل الذي آل بالإرث إلى الخال سر الختم محمد علي المغربي ابن حبوبتنا مريومة بت محمد ود إبراهيم.. والذي ظل حقيقة منذ سنوات طوال هو وأشقاؤه.. يرعى ويشرف ويبذل ويهيئ ويوفر للجان الحولية السنوية كل سبل الراحة لإنجاز هذا الكرنفال السنوي التاريخي العظيم.. والذي يزداد بهاءً وحشوداً وحضوراً ضخماً كل عام.. في هذا المنزل ظلت لجان الحولية السنوية تجتمع وجرى العرف بأن تسند قيادتها إلى أحد الشخصيات العمرابية المرموقة. وقد مر عليها كل من بروفيسور حسين سليمان أبو صالح إلى بروفيسور مدثرالتنقاري.. إلى بروف حافظ محمد علي حميدة.. إلى الأستاذ كمال سليمان الفيل.. إلى الراحل العزيز غازي سليمان.. إلى الشيخ سليمان الخليفة وبعض الأعزاء.. الآن يقود دورة هذا العام اللواء الركن محمد عمر إبراهيم العوض. اقترح بعض المريدين على الجهة المنظمة بأن تتم زيارات جماعية إلى مقام وضريح الشيخ عمر ود بلال وابنه الشيخ حامد بكل من المطمر وجبل أم علي في دعوة للتبرك والتلاحم والعودة إلى الجذور والتلاقي الجميل بين الأجيال وزيارة الأرحام. وقد بادر في ذلك أبناء حاج حسن عبد الله.. بروف محجوب ورجل الأعمال ميرغني وعثمان.. فأقاموا ذكرى سنوية لوالدتهم عميدة العمراب الحاجة فاطمة بت علي خشم الموس (برو).. وأقاموا لها حولية وذكرى تركت صدى طيباً زاروا فيها مقام أبو العمراب.. حيث ضريح الجد العارف بالله الشيخ عمر بلال بالمطمر.. حيث تجلت كرامات الشيخ عمر والشيخ حامد عندما تعرضت العربة التي كانت تحمل الكسوة والنزور والكرامات.. تعرضت إلى وحل شديد دفع بميرغني أن يرفع يديه إلى السماء وإلى المولى عز وجل ثم يتجه ناحية الضريح رافعاً يده.. أبونا الشيخ عمر انت دايرنا ولا ما دايرنا.. ادعُ لنا ربك وربنا عز وجل أن يخرجنا من هذا المأزق.. فإذا بالعربة وفي مشهد مثير تخرج من الوحل الشديد بمنتهى السهولة واليسر وتتجه إلى الضريح حاملة الكسوة والكرامات والنزور. كل عام وأبناء الشيخ حامد اب عصا وأحبابهم بخير وعافية.