لا يستفيق الشيوعيون من الوهم الذي مكثوا في كهفه سنين عددا.. فقد حملتهم أوهامهم إلى الادعاء بأن «هذه» الحكومة ستكون فاقدة للشرعية حال الانفصال، وتحتاج البلاد لحكومة قومية، ولدستور وبرلمان جديدين.. مع أن الدستور قد نص صراحة على بقاء الرئيس في منصبه في حالتي الوحدة أو الانفصال إن كان من الشمال.. أما إن كان من الجنوب فيعتبر مستقيلاً ويتولى النائب الأول منصب رئيس الجمهورية حتى يكمل أجل الرئاسة لحين قيام انتخابات جديدة.. وبالنسبة للهيئة التشريعية القومية تعتبر مقاعد الجنوبيين في الهيئة القومية قد خلت، وتكمل الهيئة التشريعية القومية بعد إعادة تشكيلها حتى نهاية أجلها ولحين قيام انتخابات جديدة.. والأجل في حالتي رئيس الجمهورية خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.. وكذلك الحال بالنسبة للهيئة التشريعية بمجلسيها المجلس الوطني ومجلس الولايات، أجلهما خمس سنوات.. ولكن القانوني الضليع وأمين اتحاد المحامين العرب لفترة طويلة الأستاذ فاروق مصطفى عمر أبو عيسى لا يلقي بالاً لأحكام الدستور ويفتي بعدم شرعية الحكومة فمن أين جاء بهذه الفتيا؟! ü أبو عيسى لا يتورع عن فعل أي شيء يؤذي الحكومة ومؤيديها حتى لو كان التفافاً على الدستور «أبو القوانين»، فما هي حكاية فاروق أبو عيسى؟ قال أحد ظرفاء المدينة «لكن عيسى ما عندو أبو!!» فقلت له لكن كنية أبو فلان كثيرة عند أهلنا الجعافرة، وهم قبيلة تنتسب إلى جفعر الصادق أو جده جعفر الطيار بن أبي طالب، أو هم من بني ذبيان جدهم جعفر بن شطير بن زبيان، وموطنهم الأصلي جنوب مصر بين قوص وأسوان قرى بُمبان والرمادي، حرفتهم الزراعة والتجارة، توطنوا أيام الفونج في شمال كردفان ونزحوا إلى الدويم بالنيل الأبيض، ومن أعلامهم أبو حسين عبدالرحيم وعمران أبو عامر ومحمد الحجازي وغيرهم .. لاحظ «أبو».. يذكر النسَّابة ماكمايكل.. وعون الشريف.. والتجاني عامر والفحل ويوسف فضل.. وغيرهم أنه كانت للجعافرة عداوات مع جيرانهم كثيراً ما تنتهي بنزاعات مسلحة.. يذكر منها بروفيسر عون نقلاً عن محمد حسن عبدالله الجعفري.. واقعة القيقر .. وحملة عبدالباسط أبو جنزير.. وحملة عامر ود المكاشفي أوائل المهدية، حيث تعاون معهم سعيد باشا حاكم المنطقة انتهت بهزيمة جيش المهدية. ومن الجعافرة الحسناب والحسيناب والمرعياب والناصراب الحسبلاب، منهم د. الطيب زين العابدين وشمس الدين زين العابدين، ومنهم آل السواحلي وآل أبو حسبو وآل شكاك وآل الشكلي ببربر والكوبانية وآل شروني وأبو حمدالله ناظر أم جر وآل أبو كشوَّة وأبو حسنين وآل خليل عثمان وآل أبو كنزي وآل الزيات وآل شبيكة وغيرهم.. شخصيات كبيرة وكثيرة تؤكد عراقة هذه القبيلة وانتشارها وانصهارها في مختلف القبائل الأخرى التي شكلت إنسان بلادنا.. وكل هذا الإرث والأسماء الكبيرة لم تشفع لفاروق أبو عيسى لكي يحكمنا بعد أن «ذاق» طعم الاستوزار أول العهد المايوي، قبل أن يطير طيرة أب ريش من الدرويش.. وما أن وقعت اتفاقية السلام حتى عاد أبو عيسى ينظر ولا ينكر في عاقبة كلامه وأفعاله. ü هذه دعوة للقانوني فاروق أبو عيسى لكي يطلع على الدستور ثم يصدر لنا فتواه بعد ذلك عن شرعية الحكومة القائمة من عدمها..أما ان كانت المسألة «المديدة حرَّقتني» فليبحث عن قواه المدنية التي يهددنا بها لقلب نظام الحكم هو وأصحابه من قادة الأحزاب الذين أبرموا أمرهم للإطاحة بالبشير وحكومته!! ولنسلم جدلاً أن البشير وعلي عثمان قد ذهبا بأي طريقة فهل لكم أن تتخيلوا «أبو عيسى» رئيساً.. !! وهذا هو المفروض