هل أنتقل فيروس الهبوط الذي أصاب الأغنية السودانية من بعض (مغنواتية) هذا الزمان إلى العديد من الإذاعات المحلية؟!. فمع ضعف برامجها المقدمة أصاب معظم مذيعيها الهبوط، وأصبحوا يفقعون مرارة المستمعين بسطحية ثقافتهم المنحصرة في آخر تقليعات الموضة، وأغنيات نانسي عجرم، وهيفاء وهبي، وهشاشة صوتهم، وركاكة أدائهم، وإدارتهم للبرامج المختلفة، حتى بتنا نتجنب الاستماع إلى العديد منها، فهي عديمة الجدوى ولا تحمل أي رسالة موجهة يستفيد منها الجمهور سوى الإعلانات المقدمة عبرها، فحتى فقرات قراءة الصحف في الكثير من الإذاعات تصحبها أخطاء شنيعة، يقع فيها من يقدمونها بصورة ساذجة جداً، لا يقع فيها طالب أساس، حتى ينتابك إحساس بأنهم أعجميون، وعلاقتهم باللغة العربية مثل علاقتهم بعلم الفلك، والمصيبة أنهم لا يكلفون أنفسهم بتصحيح أخطائهم المتكررة، مما يعني عدم وجود رقابة على ما يقدم من إدارة هذه الإذاعات، وتركت حبل البرامج على غارب (مزعجين) وليس مذيعين، فعاثوا تدميراً فيها بجهل منقطع النظير، فبالأمس القريب استمعت لأحد هؤلاء (المزعجين) وهو يقرأ أقوال الصحف حتى انتابني إحساس فظيع بضرورة البكاء على هذا التردي المزري على حال تقديمه البائس، فصدقوا أولاً تصدقوا بأن مذيعاً يقرأ الأخبار والعناوين بصورة غريبة وعجيبة، لو كان يعلم رؤساء تحرير الصحف كيفية قراءته لها لحجبوا صحفهم أو منعوا إذاعته من مطالعة أخبارهم، فقرأ عمود الأستاذة مني سلمان (منتهى الصلاحية) وحوله ل (مُنتهى الصلاحية)، وكأنه سلعة فاسدة في السوق انتهت مدة صلاحيتها، ولم يتوقف أبو جهل عند هذه النقطة، وواصل ضحالة لغته وقرأ خطاً عريضاً بعنوان: (معارض على الهواء الطلق)، وحوله إلى (مُعارض على الهواء الطلق)!!. عن أي معارض تتحدث يا أاو جهل؟ فنحن نتحدث ونعارض وجود أمثالك من عديمي الموهبة الذين نفتح لهم أبواب النجومية بصورة مثيرة للتساؤلات، فمذيع لا يعرف كيف ينطق الحروف ماذا تنتظر منه إدارة هذه الإذاعة؟. ألم يستمع لعبد الرحمن أحمد أو عمر الجزلي أو حتى أمير المذيعين الشباب سعد الدين حسن. ..ونغادر عالم الجهل لهذا (المذيذيع) ونتجه إلى رفيقاته من موزعات الضحكات الأثيرية بدون أي أسباب على الهواء مباشرة، وتصحبها رشاقة وخفة دم زائدة، ويذكرن عبارات ومصطلحات تضحكهن لوحدهن وتثير اشمئزازاً، وكأنهن يتحدثن من داخل محل عرض أزياء أو كوافير، أو جلسة بنات خاصة، حتى كررت سؤال زميلي وصديقي الساخر محمد الطيب (أموت وأعرف المذيعات ديل بجيبوهن من وين؟).. وأقدم بعض المستمعين على خطوة حميدة بمقاطعة مثل هذا الإسفاف والإنحطاط في الذوق العام!!. ولكن... السؤال المهم الذي يفرض نفسه بقوة ألا تسمتع الجهات المعنية بمراقبة هذه الأجهزة لأداء بعض هذه الإذاعات وواقعها الردئ، حتى توقف هذه الفوضى و تقتلع جذور هذه الإذاعات الغارقة في الوحل. ..فحقاً استمتعنا بنعمة التكنولوجيا الحديثة، ولكن مثل هذه الإذاعات حولتها (لنقمة)، ألا تتعلم إداراتها من أداء إذاعة البيت السوداني، فهي اسم على مسمى أو حتى ذاكرة الأمة ليستفيدوا من السلف، أو بالعدم مشاهدة إذاعةBn FM) ) التابعة لقناة النيل الأزرق، وهي في قمة الروعة وتمثل وجبة صباحية دسمة للمستمع. ..فكفانا من سقطات (المزعجات) أقصد الإذاعات ومذيعي زمن غفلة الأثير. ونواصل و..و..و وداعاً ياعذابي والف مرحب يانهاية فوتي ولا اسفاً عليك بكرة برمي هواك ورايا كلمة واحده بقولها ليك اني من دنياك راحل ومابندم عليك