اشتهرت الملبوسات بالسوق السودانية في السنوات الفائتة بأسعارها المقبولة.. والتي تمكن أي مواطن من الحصول على حاجته منها. وقلّ أن تجد من يشكو من ارتفاع أسعارها حتى صار ذلك قاعدة فيقول لك أحدهم لا يوجد شيء أرخص من الملابس، ولكن يبدو أن الزيادة الجنونية في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية لم تستثنِ الملبوسات في هذه المرة. (آخر لحظة) كانت لها جولة في أسواق العاصمة المختلفة.. تحدث خلالها بعض التجار الموردين والمواطنين.. بداية تحدث لنا فضل الله دفع الله التاجر بسوق بحري، حيث قال: إنهم كتجار ظلوا يعانون في الفترة الفائتة من ارتفاع متواصل في أسعار الملابس، وعزا ذلك للارتفاع الملحوظ في أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني، إضافة لبعض المشاكل التي تواجه هذا القطاع مثل الضرائب المفروضة من قبل المحلية، مبيناً أنها تحمل عدة مسميات، إضافة لارتفاع سعر الإيجار في المحلات، وأبان فضل الله أنهم يعانون كثيراً من أجل إقناع الزبون بحقيقة ارتفاع الأسعار. وتحدث لنا من داخل أكبر سوق للجملة بالسودان، ألا وهو سوق ليبيا.. السيد عصام قدال، وهو من كبار الموردين حيث قال: إن الوضع في السوق الآن أقل ما يوصف به أنه مأساوي، وأضاف أنهم كموردين ظلوا يتعرضون للخسارة لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وأن عدداً كبيراً منهم ترك العمل في التجارة.. وعدد آخر داخل السجون، واستطرد قائلاً: إن هناك مفهوم خاطئ عند بعض الناس.. وهو أن أية زيادة في الأسعار يتحملها المواطن لوحده، ولكن الصحيح أن التاجر أو المورد يتحمل أكثر من 70% من هذه الزيادة. وعن أسباب الزيادة قال قدال: يتحدث الناس هنا عن زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه، ولكن الحقيقة أن زيادة سعر الدولار مقابل العملة الصينية أكبر وأكثر تأثيراً، لأننا عندما نذهب إلى الصين يكون التعامل بالعملة الصينية، والزيادة هذه شملت أيضاً الدرهم الإماراتي، أضف لذلك زيادة سعر القطن، حيث إن رطل القطن الواحد في الصين أغلى من جالون البنزين، إضافة للأسباب المعروفة والمعلومة للناس كالشحن والجمارك والضرائب والمحليات وغيرها. أما المواطن حسن علي قال إن سعر الملابس رغم الزيادة الواضحة فيه إلا أنه يعتبر مقبولاً بعض الشيء إذا ما قورن بأسعار السلع الأخرى، وأضاف: إننا كمواطنين أصبحنا لا حول لنا ولا قوة أمام الزيادات اليومية في الأسعار.