لا تمضي أيام إلا ويسلمني موظف استقبال الصحيفة بياناً شديد اللهجة، منتقداً أداء حكومة د. أحمد المجذوب ممهوراً بتوقيع السكرتير الإعلامي لرابطة نهر عطبرة وشمال البطانة.. ضمن سلسلة حرب استمرت طويلاً، ففي كل بيان تصدره هذه الرابطة التي ضاق بها ذرعاً بعض أنصار المجذوب بل طالبوا بحلها، برغم تسجيلها الرسمي، إلا أنها ظلت صامدة، تشكل بروفة للديمقراطية القادمة، التي لا يحتملها أصحاب العقليات الشمولية، كما لا يمارس دورها البرلمان الولائي في النقد القومي الذي تمارسه، والمدهش في هذه الرابطة أنها ظلت توزع هذه البيانات على نطاق واسع داخل الولاية وبالخرطوم، دون أن تتهيب من شيء، مما جعل العمل في الولاية يحسب لها ألف حساب، وربما كان النقد الذي ظلت تقدمه لأداء الوالي د. أحمد المجذوب وراء اعتذاره عن الترشيح لمنصب الوالي مرة أخرى، قبل تدخل انصاره الذين اصروا على ترشيحه.. ومشكلة د. أحمد المجذوب أنه دخل الولاية بعقلية الانقاذ(أ) في وقت وصلت فيه الإنقاذ إلى المرحلة(ج) التي تدار فيها الشؤون بالحكمة لا بالعصا، ويساق فيها الناس بالترغيب لا الترهيب، ويضبط المال العام بالسياسات الاقتصادية، وليس بمنع البلح والفول في مكاتب الوزراء أو توجيه الوزراء بالإفطار في منازلهم وليس في مقر مجلس الوزراء.. عموماً، إن الشورى والمؤتمر العام قد أعادوا الاعتبار للدكتور غلام الدين عثمان والذي أصر المؤتمر العام على أن يكون في قائمة المرشحين، بالرغم من إبعاده بواسطة المركز عن الولاية، في تأكيد من أهل الولاية على أن الولاية تحفظ لغلام ما قدمه، وتريده أن يعود إليها، برغبة الجماهير، وبهذا لا يجد غلام منافساً غير اللواء محجوب حسن سعد، المرشح بجانبه، بينما لا يسند أحمد المجذوب شيء، غير وجوده في السلطة الآن، وأنصار يريدون عودته.. وبلا شك، فإن المركز سيجد نفسه محتاراً بين عودة غلام، الوالي الجماهيري المرغوب بالولاية، وبين سعادة اللواء الوجه الجديد، وبين عودة أحمد المجذوب بعد تجربة لازمها كثير من الإخفاقات، ولم تنته بعد حرب بياناتها.. المهم.. دعونا ننتظر ونرى.