ثمرات العقول هى افضل وأعظم هدية يجود بها عليك عزيز وكل إهداء لك على كتاب ومؤلف يزدك افتخاراً .هذا فى شأن الكتاب والمؤلف الواحد ولكن كيف يكون الشعور عندما يهديك عالم جليل تسعة مؤلفات فى وقت واحد . البروفسور على أحمد محمد بابكر رئيس مجمع اللغة العربية والعالم المعروف أهداني تسعة كتب صدرت له متزامنة مع الإحتفال بتكريمه الذى شهدته قاعة الصداقة خلال شهر ديسمبر الماضى فى ثلاث ليالي حافلات بضخامة الحضور وصدق الشعور وتكريم مستحق من تلاميذه وأقرانه العلماء . المؤلفات والتى أعيد طبع أكثرها هى سياحة فى صحيح البخاري «ثلاثة اجزاء» فى روائع السير - الصلاة المسنونة - بحوث فى اللغة العربية - بحوث فى العلوم الإسلامية - الإعجاز التشريعي فى القرآن الكريم - اعلام وأيام - السلسبيل واللهب «ديوان شعر» - سيرة ذاتية . ورغم أن كل مؤلف من هذه المؤلفات تسابق العين وتتوق الى مطالعته إلا أننى توقفت ملياً عند كتاب «الصلاة المسنونة» الذي وجدت تفسيراً لسر وقوفي عند هذا الكتاب تحديداً فى تقديم المؤلف لكتابه إذ يقول أنه يوفر عناء تتبع هذه الصلوات المسنونة فى مصادرها المختلفة وتتبع الأدلة والأقوال المنشورة فى المصادر ومقارنتها . تثير انتباهي صلاتان من هذه الصلوات المسنونة الأولى تحية المسجد خاصة يوم الجمعة والإمام يخطب والثانية صلاة ركعتي الفجر الرغيبة إذ علق فى ذهني منذ زمان طويل الحديث الشريف « لاصلاة بعد صلاة الصبح حتى تشرق الشمس ولاصلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس» وألاحظ كل يوم أن العشرات من المصلين يقومون بعد صلاة الصبح لقضاء ركعتى الفجر لأنهم دخلوا صلاة الصبح بعد الإقامة ولأن الدين بحره واسع كنت أسعى لإجابة تشفي ترددى وتشككي فى أى الأفعال هو الصحيح فكانت فى مؤلف عالمنا الجليل الذى يقول « إذا وصل الشخص المسجد ووجد الإمام فى صلاة الصبح أو أقيمت الصلاة عند وصوله المسجد وهو لم يصل ركعتى الفجر فكيف يتصرف» ؟ قال الإمام مالك إذا دخل الشخص المسجد فعليه أن يدخل مع الإمام مباشرة فى صلاة الصبح ولايصل ركعتى الفجر حتى تطلع الشمس وتحل النافلة أما إذا لم يدخل المسجد فإذا لم يخف أن يفوته الإمام بركعة فليصلها ويدرك الركعة الأولى وإذا خاف أن يفوته الإمام بركعة فليدخل مع الإمام فى الصلاة ثم يقضي ركعتى الفجر بعد طلوع الشمس وهذا يعنى أنه إذا كانت الصلاة خارج المسجد أصلا فتنطبق على هذه الحالة الصورة الأخيرة فقط . وقال أبوحنيفة مثل قول مالك إذا كان الشخص قد دخل المسجد أما إذا كان خارج المسجد فيصلي ركعتى الفجر إذا ظن انه سيدرك ركعة واحدة مع الإمام - والفرق بين قوله وقول الإمام مالك هو : ان أبا حنيفة جوز صلاة الركعتين حتى ولو ستفوته ركعة ومالك لم يجوز ذلك . أما الإمام الشافعي فقد قال إذا أقيمت الصلاة المكتوبة فلا يصلي ركعتى الفجر أصلاً سواء كان داخل المسجد أو خارجه وسواء كانت ستفوته ركعة أم لا . وهناك قول ضعيف يجوز صلاتهما داخل المسجد والإمام يصلي إذا كان سيدرك ركعة مع الإمام وسبب اختلافهم فى قوله صلى الله عليه وسلم « إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة » . فمن جعل هذا الحديث على عمومه لم يجز صلاة ركعتى الفجر إذا أقيمت صلاة الصبح المكتوبة لاخارج المسجد ولا داخله . ومن قصر الحديث على المسجد فقد اجاز الصلاة خارج المسجد مالم تفته الفريضة أو لم يفته جزء منها .أما قضاء ركعتى الفجر إذا دخل فى صلاة الصبح ولم يصل ركعتى الفجر فقد قال بعض العلماء أنه يقضيها بعد صلاة الصبح وهو قول عطاء وابن جريح وقال آخرون يقضيها بعد طلوع الشمس اى بعد حل النافلة حتى الزوال ولا يقضيها بعد الزوال. وقضاء ركعتى الفجر حكمه الاستحباب عند بعضهم والتخيير عند ىخرين ومستند قضاء ركعتى الفجر هو صلاته لها صلى الله عليه وسلم بعد طلوع الشمس حين نام عن الصلاة. جمعة مباركة .