تمام العاشرة صباحاً توقفت الحافلة التي تقل الوفد البرلماني من لجنة الصحة والسكان برئاسة د. الفاتح سعيد وعضوية الأستاذة ناهد خيري رئيسة اللجنة الفرعية للمعاقين والمسنين أمام مبنى معهد النور للمكفوفين الواقع شرق سينما بحري الوطنية ببحري وشمال شرق البوستة سابقاً وذلك للوقوف على سير امتحانات الأساس بالمركز. وبعكس المتوقع بأن يسود الهدوء المكان كان المعهد يضج بأصوات المراقبين المتناثرين كمجموعات كبيرة هنا وهناك في أرجاء المكان ومن تبقى منهم يجلس داخل فصول الامتحانات للمراقبة.وكشفت الجولة البرلمانية للمعهد أمس عن نقص حاد في الوسائل التعليمية الخاصة بالمكفوفين بجانب إشكالات وصعوبات مالية تواجه المركز ووصفت الأستاذة ناهد أعداد المراقبين بالجحافل الجرارة.وقالت إن المكفوفين لا يحتاجون لهذا العدد واتهمت إدارة الامتحانات بوزارة التعليم بالفساد المالي و«المأكلة» على حد تعبيرها عبر استغلال نصوص اللائحة القانوية للامتحانات لتوزيع (59) مراقباً لعدد (26) تلميذاً كفيفاً، وأشادت ناهد بوزير التعليم العام لولاية الخرطوم لتعهده بحل المشكلة واقترحت على وزيرة الدولة بالتعليم تكوين لجنة عاجلة بإشراف الوزير لتعديل اللائحة استثناء المكفوفين مراعاة للحالة النفسية للطلاب وعدم إرهابهم.ومن جانبه ناشد د. الفاتح رئيس اللجنة علي عثمان نائب رئيس الجمهورية للمساهمة في دعم المكفوفين ببرنامج إبصار الناطق في الحاسوب وإزالة العقبات التي تعترض تلك الشريحة.وأقرت ست البنات محمد الحسن مديرة المعهد بضعف التمويل الذي تخصصه وزارة التعليم للمعهد وإيقاف معتمد بحري للدعم الشهري البالغ ألف جنيه منذ عامين. وكشفت عن عدم وجود طبعات جديدة للمنهج الذي وضع منذ عام 1971 بلغة «البرايل الخاصة بالمكفوفين» وقالت نحن نعاني من كتابة المنهج كمعلمين لعدم وجود طابعة. وفي السياق استطلعت (آخرلحظة) الطلاب المكفوفين عقب امتحان اللغة العربية للصف الثامن أساس وأشار الطلاب لمواجهتهم مشكلة في امتحان اللغة الانجليزية أمس الأول تتعلق بكتابة وقراءة الأسئلة من قبل التلميذ «المبصر» الذي يقوم بكتابة الامتحان بعد أن يلقنه الطالب الكفيف الممتحن للمادة» خاصة وأن الطلاب المبصرين أصغر سناً وأقل في المستوى الأكاديمي وذكر الطلاب أن امتحان اللغة العربية كان جيداً عدا أنه تميز بكثرة وطول الأسئلة.