أحدثت استقالة نائب والي الولاية الشمالية وزير التنمية والاستثمار والسياحة البروفيسور محمد سعيد حربي من منصبه ردود أفعال واسعة داخل أجهزة حكومة الولاية والقوى السياسية فبينما رفض الأستاذ فتحي خليل والي الولاية التعليق على الاستقالة مكتفياً بالقول (لا تعليق لي الآن) قال القيادي بالمؤتمر الوطني مستشار وزير الإعلام الدكتور ربيع عبدالعاطي من الواضح أن هناك اختلافاً في وجهات النظر تسبب في هذه الاستقالة وأشار إلى أن هناك خلافات سابقة بين إدارة السدود والولاية في عهد الوالي الأسبق ميرغني صالح، مشيراً إلى أن أمر وزارة الكهرباء والسدود شأن اتحادي له ارتباط ببعض القضايا الولائية مطالباً بأهمية التفريق بين ما هو اتحادي وولائي وأضاف إذا كان هذا الأمر محسوماً فلا غرابة في أن تتصرف وزارة الكهرباء والسدود في أراضي الولاية، مشيراً في هذا الصدد إلى الخلافات بين الوزارة والولاية في وقت سابق حول الأراضي والمشاريع الزراعية مبيناً أن الأمر يحتاج إلى مراجعة، قاطعاً بأن الخطوة لا تمثل اتجاهاً سلبياً وإنما هي أمر طبيعي يُشير للعافية ويؤكد أن هناك تفاعلاً في اتخاذ القرار، لكن القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الدكتور علي السيد قال لا يوجد في قانون الحكم اللامركزي منصب نائب الوالي إلا أن الوالي يقوم بتعيين أحد وزرائه نائباً له وبذلك يمكنه أن يقدم استقالته لحكومة الولاية وقال إن المدهش في الأمر أن الاستقالة لم تكن في الأطر التنظيمية أو التنفيذية وهذا ما يؤكد أن هناك صراعاً حول الاختصاصات وبين أن هناك وزراء نافذين يستمدون سلطتهم من رئيس الجمهورية، الأمر الذي اعتبره من عيوب النّظام الرئاسي وأضاف إن صح هذا الأمر فكان على الوالي أيضاً أن يستقيل.من جانبه وجه عضو بمجلس تشريعي الشمالية فضّل حجب اسمه انتقادات لاذعة لدولاب العمل بالولاية ووصفه بالمهزوز. وقال ل(آخرلحظة) إن ما يجري الآن يؤكد أن والي الولاية الحالي ليست له علاقة بالعمل التنفيذي والسياسي وأنه لم يمارسه من قبل، الأمر الذي قال إنه أثّر بصورة سلبية كبيرة في اختيار الجهاز التنفيذي، مشيراً إلى أن غالبية الوزراء والمعتمدين بالولاية ليس لهم تجربة وأنهم حديثو عهد بالمهام التي أوكلت لهم وانتقد العضو الطريقة التي قدم بها بروف محمد سعيد حربي استقالته من منصبه وأضاف أن أداء حربي في الفترة الماضية لم يكن مقنعاً وأنّه لم يقدم تقريراً لمجلس تشريعي الولاية عن أداء وزارته حتى الآن.وفي السّياق انتقد الكاتب الصحفي الأستاذ الطاهر ساتي الطريقة التي قدم بها بروف حربي استقالته من منصبه ووصف الخطوة بأنها تصرف صبياني غير مسؤول وقال ل(آخرلحظة) إن مصدر الدهشة أن الخطوة تأتي من قيادي بقامة بروف مشيراً إلى أن هذا التصرّف يعكس أن الولاية تفتقر إلى المؤسسات والمؤسسية وأجهزة الحكم التشريعية والتنفيذية والرقابية الفاعلة وأضاف كان ينبغي على البروف أن يُقدّم استقالته للوالي أو لقيادة حزبه بدلاً عن تقديمها عبر المنابر الإعلامية.
