خروج البترول من ميزانية الشمال بعد انفصال الجنوب، والذي كانت تعتمد عليه الدولة في ميزانيتها بأكثر من 60% ادى الى سعي الدولة لإيجاد موارد بديلة او إضافية لسد تلك الفجوة في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ السودان. في الإطار نظمت أمس الأول بمركز الشهيد الزبير للمؤتمرات اكاديمية الدراسات المالية والاقتصادية بالتنسيق مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني ندوة بعنوان «هل يمكن أن يكون الذهب بديلاً عن النفط» حيث كشف فيها د. عبد الباقي الجيلاني وزير المعادن من خلال حديثه أن هناك اكثر من «200» الف شخص يعمل في استخراج الذهب في مناطق التنقيب الأهلي بالبلاد، مشيراً إلى أن وزارته قامت بعمل لائحة لتعدين الذهب في ولايات الذهب بجانب منحها للمحليات قانوناً لتنظيم العمل في هذا القطاع، مؤكداً أن الوزارة حالياً قامت بإدخال «1000» خريج لممارسة تعدين الذهب وفق أسس علمية وسط المعدنين بجانب قيامها بتكون شرطة المعادن وسيتم استيعاب الجيولوجيين فيها. واكد الجيلاني أن في العام الحالي سيتم استخراج «74» طن ذهب منها «60» طناً عن طريق التعدين الأهلي و«14» طناً عن طريق تعدين الشركات، مبيناً أن المعادن عموماً في العام الحالي ستساهم بقيمة أكثر من «4» مليارات دولار، في خزينة الدولة ومنها الذهب وحده سيساهم بأكثر من «3» مليارات دولار. وأضاف قائلاً: أن الوزارة تهدف الى الاستغلال الأمثل للمعادن كموارد غير متجددة لتحقيق الرفاهية وحفظ الحقوق للأجيال القادمة، مشيراً الى ان هناك أكثر من «128» شركة ستدخل في عمل التنقيب عن الذهب بالبلاد في الفترات القادمة واوضح أن هناك تنسيقاً بين وزارته وبنك السودان والمواصفات والموردين والأمن الاقتصادي لتكوين آلية لمحاربة تهريب الذهب للخارج، مؤكداً ان الوزارة قامت بتوقيع اتفاقية مع شركة امريكية للكشف عن مناطق المعادن بالبلاد بالأقمار الصناعية. وكشف الجيلاني عن أن كنوز البحر الأحمر فيها 2.500 طن من الذهب والحديد والفضة والماغنيزيوم وانه سيدخل الإنتاج في عام 2014 بجانب اكتشافات للكروم في منطقتي قلع النحل وجبال النوبة بالإضافة لوجود الحديد بكميات «2» مليار طن في منطقة حلفاالجديدة وطالب الشيخ محمد المك وكيل وزارة المالية الأسبق بالاستغلال الأمثل للذهب مع مراعاة حفظ الحقوق للأجيال القادمة باعتبارأن الذهب والبترول موارد ناضبة، واضاف ان خروج البترول من الشمال سيكون له اثار على الناتج المحلي والموازنة وميزان المدفوعات. د. عز الدين ابراهيم وزير الدولة بوزارة المالية الأسبق اكد أن تحقيق استخراج 74 طناً في العام سيضع السودان عاشر دولة في العالم في انتاج الذهب، موضحاً أن ما ينتج من الذهب في العالم في العام يقدر ب2.300 طن فقط، وقال إننا نحتاج في حدود 40-50 طن ذهب في العام لسد فجوة البترول، مطالباً بفتح المجالات في الصحافة المتخصصة وقال آن الأوان لهيكلة الاقتصاد السوداني مشيراً الى فشل الاقتصاد السوداني في إيجاد الايرادات وتوفير الوظائف للخريجين وفشله في ناحية الصادرات.