مدينة أم درمان العاصمة الوطنية يوجد بها العديد من الأسواق، بداية بسوقها الكبير مروراً بأسواقها الفرعية التي تكوَّنت بسبب ترامي أطراف المدينة، بفضل التوسع الذي طرأ عليها. من أسواق أم درمان الشهيرة سوق الموردة وسوق «أم سويقة» وسوق ليبيا وسوق «أم دفسو» وغيرها.. إلا أن أغربها وأعجبها سوق طيور الزينة، وهو سوق خاص ببيع وشراء طيور الزينة والكلاب والقرود والزواحف، وحتى الفئران.. قد يبدو الأمر غريباً دعونا نرى يقع سوق الطيور على الجانب الشرقي من سوق الدجاج والسمك، ويتكون من مجموعة أقفاص صُمِّمت بشكل هندسي جميل لتعرض عليها طيور وحمام الزينة المجلوبة من خارج البلاد. منذر عصمت رمضان أحد تجار هذا السوق، التقيناه في دردشة قصيرة. قال منذر: إنه اكتسب هذه المهنة من أخواله أولاد كامل المعروفين في هذا السوق بأنهم من أوائل التجار الذين عملوا في تجارة طيور الزينة التي كانوا يجلبونها من مصر وأبوظبي وسوريا ويبيعونها بموقعهم بسوق الدجاج قبل إنشاء هذا السوق بقرار من محافظ أم درمان السابق عبد الملك البرير.. وقد أنشئ السوق وفق خرط هندسية ليكون سوقاً نموذجياً لبيع مثل هذه الأشياء وقد كان هذا مكسباً كبيراً لأصحاب هوايات تربية الطيور والهوايات الأخرى مثل تربية الكلاب والقطط والقرود، الذين أصبح لهم كيان لتنشيط هؤلاء الهواة والهوايات الأخرى حتى تربية الفئران، هكذا قال لنا منذر، وفي هذا يضيف: أن الفئران- خاصة البيضاء- تباع لأغراض البحوث بالمعامل والجامعات. قلت: وماذا عن الطيور؟ - قال: الموطن الأصلي لطيور الزينة هو قارة استراليا، وقد سبقنا الإخوة في مصر وسوريا في هذا المجال، فهم متخصصون في تربيتها وتكاثرها، ويجلبونها من موطنها الأم ونحن نستوردها منهم. وماذا عن أنواعها؟ - قال: أنواع الطيور كثيرة وهي تزيد على الثلاثمائة نوع، إلا أن المعروف منها في السودان «البكادلو -الكوكاديل-أبو قمبور-الزولا- الخداري-الكناري- الجاوا- والكوكاديل هو الأكثر انتشاراً بين الهواة لتأقلمه مع جو السودان. وماذا عن الأسعار؟ - أغلى الطيور هي البيضاء، وهي ثلاثة أنواع الأمريكي واسمه الكوكاتو والأفريقي وموطنه زنجبار وهو يمتاز بذيله الأحمر.. والأمريكي يأتينا من مصر وهو الأغلى، أما الأفريقي فهو الأذكي رغم أن كل أنواع الببغاوات ناطقة، وسعر الأمريكي نسبة لامتيازه بلونه الأبيض الناصع والتاج الذي يزين رأسه، وقد يصل سعر الببغاء إلى ثلاثة ملايين . وماذا عن الحمام؟ أنواعه كثيرة، منها الرقاص واليمني والزاجل.. ويضيف: أن هذه الهوايات مكلفة، لأنها تحتاج إلى عناية وغذاء خاص، ومن الغريب عن الطيور أنها عكس البشر، فالذكر هو الذي يمتاز بالجمال وليس الأنثى.