حفلت صحف الأمس بأخبار محزنة ومقبضة تدلل على أن مجانية العلاج لم تعد إلا مجرد شعار مرفوع فوق رؤوس المرضى. عميد معهد السرطان بودمدني الدكتور دفع الله أبو إدريس يشكو من ازدياد الضغوط على مستشفى الذرة بمدينة ود مدني بعد أن توقّف مستشفى الخرطوم لأمراض السرطان وتحويل أكثر من تسعين حالة خلال الأسبوع الماضي إليه في ظل إمكانيات محدودة للغاية مع وجود ثلاثة اختصاصيين فقط لمواجهة علاج المرضى وغياب كامل للنوّاب.. والمستشفى ليس به إلا جهاز أشعة واحد ومستوى التردد على المستشفى يصل إلى أكثر من مائة حالة في الأسبوع غير المرضى المحولين من الخرطوم. ومستشفى أحمد قاسم لجراحة القلب وزراعة الكلى ليس بأفضل حالاً من سابقه، إذ أعلن مدير المركز عن توقف عمليات قسطرة القلب للأطفال بالمركز نسبة لتكلفتها العالية مع شح الموارد وعدم وجود الدعم الثابت. مدير مركز أحمد قاسم للقلب، الدكتور أشرف عبد الفتّاح دعا الحكومة من خلال تصريحات صحفية إلى ضرورة مواصلة دعمها للمركز من أجل تخفيض معاناة المرضى والأُسر، مع إشارته إلى أن المركز تمكّن من إجراء مائة وثلاثين عملية قسطرة قلب للمرضى الأطفال بدعم مباشر من والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، علماً بأن تكلفة العملية الواحدة تصل الى اثني عشر مليون جنيه. وفي مركز السلام للقلب بسوبا قرر العاملون رفع قضيتهم الى رئاسة الجمهورية والبرلمان للتدخل بسبب إخضاع العاملين السودانيين للتفتيش الذاتي بعد اختفاء جهاز موبايل يخص أحد الكوادر الطبية الإيطالية العاملة بالمستشفى. وتشكو مراكز الكلى من نقص حاد في المُعينات وقال أحد ذوي المرضى إن ابنته التي كانت تقوم بعملية الغسيل ثلاث مرات في الأسبوع أصبحت لا تتمكن من ذلك إلا مرتين بينما تقوم الأسرة بتحمل تكاليف «الغسلة» الثالثة في المستشفيات الخاصة، وهذه نفسها لم تتمكن من الانتظام في إجرائها نظراً لتكلفتها العالية التي تفوق إمكانيات الأُسر الفقيرة محدودة الدخل . اللهم اشف مرضانا وعافهم وأهد القائمين بأمر العلاج في بلادنا حتى يتمكّن المرضى من مواصلة علاجهم فأرواحهم أغلى من كل تكلفة وأهم.. .. و.. جمعة مباركة..