العطالة شبح يطارد كل خريج وخريجة، وكابوس يؤرق الوالدين طالما حلموا بأبنائهم بعد التخرج أن يجدوا فرصة في سوق العمل، ومساعدتهم في عبء الحياة والمعيشة القاسية. إن العطالة حقاً كارثة تستوجب الوقوف.. ولفت الإنتباه.. فالواقع يؤكد أن معدلات العطالة في تزايد مستمر، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية الكبرى، الجميع يحاول البحث عن طريق للخروج من الأزمة. إن البطالة هي أكبر مشكلة تواجه الإنسان والمجتمع، خاصة الشباب وبالأخص الخريجين وهي آفة تنخر الجسد. يمضي الشباب فترة دراستهم في جدٍ وكفاح من أجل التخرج، ليجدوا أنفسهم بعدها متسكعين في الطرقات والشوارع العامة، بانتظار فرصة العمل التي قد لا تأتي، بعدها يهيم خلالها الشاب على وجهه، ويعيش حالة الفراغ التي تؤدي إلى الانحراف، وتفشى الجريمة في المجتمع، وكثرة تعاطي المخدرات، والسرقة، وظهور كثير من المظاهر السالبة، التي لا تليق بشباب متعلم، وأيضاً من ضمن سلبيات العطالة كثرة العنوسة لعزوف الشباب عن الزواج، وعدم تقدم الدول، خاصة النامية منها، لأن الشباب هم عجلة التنمية والتطور. ولإنقاذ شباب يواجه المجهول فلابد للدولة من محاربة العطالة أو التخفيف منها بقدر الإمكان، وذلك بإقامة المشاريع التنموية في كل الولايات، وإنشاء مصانع صغيرة، لتسهيل مقومات الزراعة وتأهيل الأرض والمساعدة بالتمويل الأصغر من البنوك، وضرورة رفع وتيرة النمو الاقتصادي بشكل يمكن من خلق فرص العمل، وذلك بضرورة تدخل الدولة لضبط الفوضى الاقتصادية وإعادة هيكلة الاقتصاد على قاعدة التملك الجماعي لوسائل الإنتاج، وتلبية الحاجيات الأساسية لكل البشر، أي بناء مجتمع آخر لا يكون فيه نجاح الأقلية في العيش المترف على حساب عجز الأغلبية. ونأمل راجين من الجهات المعنية الالتفات بجدية لمشكلات شبابنا، وأهمها البطالة التي تحولت إلى كابوس يقض مضجع الشباب ويغتال طموحاتهم.