يعد نحت الأناتيك من فنون التجارة الحديثة غير التقليدية والتي وجدت رواجاً في الآونة الأخيرة، وأصبحت تجد حظها في كل ركن من أركان البيت السوداني كلمسة جمالية إضافية مع الديكور، الذي يمثل لوحة من إبداعات البيت التي لا غنى عنها. ووجد عدد من المبدعين في المجال حظاً في التكسب ورواجاً من مرتادي معرض الأناتيك خاصة بشارع الغابة، وبدأت تتوافد إليه أرتال من الضيوف الأجانب الذي يشاركون البلاد مناشطها المختلفة. «آخرلحظة» أجرت استطلاعاً داخل السوق وقابلت العديد من فناني النحت وكانت الحصيلة التالية:- الأبنوس للتمساح والمهوقني للغزال: قال دانيال مليك إن الأناتيك تتكون من أنواع الخشب المختلفة ولكل نوع مزاياه وما صنع منه، فمثلاً خشب الأبنوس يتم به صنع التماسيح والمراكب والعصي، بالإضافة للأفيال والأسرة والشماعات، أما خشب المهوقني فتصنع منه الغزلان والعصي، بينما يتم استخدام التِك في صناعة الجمال والزرافات. وأشار إلى أن الأدوات المستخدمة هي ذات الأدوات التي تستعمل في النجارة العادية ولكن مع اختلاف في طريقة العمل، فهناك المبرد الناعم والخشن والمنشار والإزميل والتي تساعد في «توضيب» الشكل المحدد ومن ثم تتم صنفرته قبل تلميعه بالجملكة أو البونش، وقال إن أغلب الزبائن الذين يرتادون المحل يرغبون في ما يصنع من الأبنوس لزينته وجماله، فضلاً عن أنه يتصف بالقوة وتوجد به ألوان لامعة. السودانيون أكثر إقبالاً: ويرى وليم سودان أن المهوقني يستخدم في العمل حسب الحاجة إليه أو الطلب، وقال إن أغلب الزوار من السودانيين، أما الأجانب ففي الغالب يأتون في الأسبوع مرة أو مرتين، وأشار إلى أن الأسعار تخضع لوفرة الخشب ونوعه ولكن في الغالب هي أسعار مناسبة، وترتفع الأسعار عند المواسم أو في الأوقات التي لا يكون هناك خشب متوافر، وأوضح أن السوق يصاب بالركود منذ شهر مايو حتى يوليو. الأجانب يرفضون الأسماء وقال عدد من الزوار الأجانب الذين استطلعتهم «آخرلحظة» إنهم لا يحبون المنحوتات التي توجد بها أسماء، وأشاروا إلى أن السوق الحالي أفضل من الموجود في أمدرمان لأنه الأكثر تنظيماً ونظافة رغماً عن عدم تسويره أو وجود دكاكين فيه. وأوضحوا أن هذه المنحوتات تزيد البيت جمالاً وهم يحرصون في كل زيارة على اقتناء الجديد منها. وأكدوا أنها في أكثر الأوقات تكون بديلة لهم عن الزيارة للمحميات البعيدة، بحيث تمثل لهم صورة أقرب من الموجودة هناك، وقالوا إنهم لا يحرصون على شراء الجلود الممنوعة حتى لا تصادر منهم. تنظيم السوق يساعدنا ولكن أكد عدد من أصحاب المحلات حرصهم على إنفاذ مقترح الوالي بتنظيم السوق وإنشاء برندات فيه ولكن لا نريد أن تكون هناك رسوم عالية عليهم، وقالوا: الآن نحن ندفع رسوماً للمحليات ونطالب الوالي بإنشاء المحلات وعدم فرض رسوم عالية عليهم حتى يتمكنوا من مواصلة إبداعهم بابتكار أعمال جديدة.