الصدفة والأقدار قادا إلى التحام قبيلة الجعليين الميرفاب ببربر بولاية نهر النيل بعد أن ظل كل طرف يجهل شقه الآخر لأكثر قرن وربع القرن من الزمان.. نعم وتحديداً منذ أدت الفتنة التي نشبت عام 1882م بين أبناء العم الملك نصر الدين والملك علي وهما من ملوك الجعليين الميرفاب بمدينة بربر.. حيث أقدم الملك نصر الدين على قتل أخيه وابن عمه الملك علي... وعلى إثر نصيحة الأهل تمكن أبناء القتيل علي وهم سويكت ورحمة ومحمد وشقيقاتهم الأربع من الهرب على ظهر قارب سلك طريق الجنوب باتجاه الخرطوم وقبل أن يتحطم ويغرق قبالة قري تمكن الفارون من النجاة واستقروا بمنطقة قري شمال الخرطوم وكونوا بالتوالد فرعاً للقبيلة بمنطقة قري.. ومضت السنوات وتطاولت الأزمان دون أن يعلم أي طرف عن الآخر شيئاً.. وقبل شهر من الآن لاحظ بعض العاملين في شركة نفطية معروفة تشابه الأسماء وتحديداً في اسم الجد سويكت لكل من عبد المنعم حسن رحمة سويكت وحيدر عبد الله سويكت فبدأ الاثنان يستعرضان سلسلة النسب لشجرة عائلتيهما حتى اكتشفا مصادفة بواسطة كبار السن من الطرفين وتحديداً الشيخ بدوي سويكت بطران أن الذين يسكنون بقري شمال الخرطوم هم عينهم أبناء عمومتهم وقبل ذلك التاريخ لم يكن أيهما يعلم بوجود الآخر. وسيلتئم السبت 9/1/2009م حفل ضخم بمنزل بدوي بالدخينات على شرف هذه المناسبة التي اختلطت فيها الدموع بالفرح وصارت القبيلة لا تتحدث إلا بلسان واحد وان كان نصفه الآن بقري والنصف الآخر بمدينة بربر. طبقاً لإفادات أحمد أبو القاسم وحسين حسن من كبار السن بالقبيلة الذين زاروا «آخر لحظة».