الدنيا تلك العروس الزاهية النضرة.. التي يفوح أريجها.. تنادي وتشير من بعيد فيتسابق الكل لنيلها، نركض بالسنين حتى تتقطع الأنفاس فلا نلحق بها.. حتى نجد أنفسنا وقد طالنا الموت الذي يسعى خلفنا.. هو أقرب منا إلى الدنيا!! وحينما يلفنا بردائه المظلم الموحش القاتم وينصرف عنا الأهل والأحباب لا يبقى لنا من كل الذي جمعناه في سعينا الحثيث خلف الدنيا إلا أعمالنا!! «صحيح أن السعي للرزق الحلال، والعيش الكريم أمر محمود، فلئن تترك ورثتك أغنياء.. خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس!!.. لكن أن نتخذ وسائل غير مشروعة.. لننهل من الدنيا «ما صفا وما كدر من مشاربها»، فذاك ما حرمه الله تعالى.. فمن المحرمات والنواهي ما يغفره الله تعالى لنا بالتوبة والإنابة.. وهي التي تندرج تحت حقوق الله على العباد.. إلا الشرك به.. أما الحقوق المتعلقة بين البشر فهي من المحرمات التي لا يغفرها الله إلا اذا غفر صاحبها أو أولياؤه.. وهي من الكبائر.. كقتل النفس، وقذف المحصنات، والسحر..! السحر الذي جاء في قصص الأنبياء.. بين سحرة فرعون.. ومعجزات موسى.. والذي أنزل الله تعالى فيه قرآناً بقوله: «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هارون وماروت، وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله..»..! إذن فالسحر لا يكون إلا من الشياطين الكفرة.. الذين يحذرون طالب تعلم السحر بأنهم فتنة وما سيفعله سيكون فتنة.. فإذا رضي خلع عنه ثوب الإيمان وكان من الكافرين..! وكل من يذهب إلى الدجالين والمشعوذين لأي سبب من أسباب الدنيا مثل التفريق والكراهية بين الأزواج.. أو الأهل والأبناء.. أو جلب المحبة والرزق، يكون قد قارف الكبائر.. وعقد حلفاً مع الشياطين والكفرة.. وترك الخير الكثير الذي وعده الله تعالى على عباده.. في الإلتزام بالأوامر.. وترك النواهي.. والتوجه بخالص الدعاء.. الدعاء الذي لا يخيب أبداً.. إما أن يعجل لك في الدنيا- أو يؤجل لك في الآخرة- أو يدرأ عنك شراً جسيماً كان سيصيبك..! وحتى لو تم لك ما ترغب وتريد، فإن هذا ليس بأمر الساحر «فالله تعالى هو الذي يأذن بالضر! لحكمة إلهية بالغة اللطف، فالعبد الذي أذن الله بضره على يديك يريد الله به خيراً، فإن صبر فله جزاء الصابرين.. وغفلته عما تحيكه له من ضرر فيها انتقاص لآثامه.. واستبدال لحسناتك سيئات.. وليس لك من كل ذلك إلا دفع المال، الكفر، والكبائر، وفي النهاية الخسران المبين!!.. فهل يستحق أمر الدنيا الزائلة الذهاب للسحرة الكفرة.. لعقد فلان، وربط علان.. ومنع تلك من الزواج.. وذاك من الذرية..؟ وفي النهاية أمر الله نافذ في العباد.. واذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون..! إن أمراض القلوب- من حقد وحسد وغيره، والنفوس غير السوية ضعيفة الإيمان.. والجهل بالأحكام الشرعية.. وطلب الدنيا في مقابل الآخرة «على الرغم من أن الإنسان لا يضمن أن يعيش ثانية بعد خروجه من ذاك الدجال»، وفي هذا سوء خاتمة والعياذ بالله!! فهذه أسباب قليلة من أخرى كثيرة تجعل الناس تدفن الأعمال في المقابر.. الحفر.. على الأبواب وينسون أو يتناسون أمر الرقيب الحي القيوم.. الذي لا تأخذه سنة ولا نوم..! تزوج رجل على امرأته- فذهبت كل منهما إلى دجال.. لجلب المحبة.. المال.. ولطلاق الأخرى.. عانى صاحبنا من المشاكل وكثرة الاتهامات.. كل واحدة تظن أن الأخرى تسحر لها ولزوجها.. فجمعهما الاثنتين وقال بالحرف «لا أعرف من التي تذهب للأخرى، لكن منذ اليوم التي تذهب في حياتها إلى دجال أو شيخ فهي طالق بالثلاثة».. الغريب أن المشاكل انتهت بعد ذلك..! ترى هل هذا جزء من الحل..! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أتى كاهناً أو عرافاً يسأله عن شيء فقد كفر بما أنزل على محمد»..!! زاوية أخيرة: سحرتني عيونو وبقيت مجنونو من أول نظرة..! }}}