صاحب الأنامل الذهبية المهندس والفنان التشكيلي سيف الدين حسن بابكر الحاج، قام بتصميم وتنفيذ مجسمين في العام 1978م بمناسبة انعقاد مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية بالخرطوم في ذاك الحين، وكان المجسم الأول نفذ بدوران المرور شرق قاعة الصداقة وغرب حديقة الحيوان «سابقاً»، والمجسم الثاني في شكل الكرة الأرضية تم نقله من شاطئ النيل الأزرق قبالة متحف السودان إلى مدخل المطار ثم للحديقة الدولية، وتم تحريف الشكل الأساسي للتصميم ولم يتم تركيبه بطريقة صحيحة، إلى أن جاء العميد «م» يوسف عبد الفتاح رئيس هيئة ترقية السلوك الحضري، وأعاد تركيبه بالشكل الذي ينبغي أن تكون عليه مع تعديلات دون الرجوع إلى المصمم. وكذلك قام بتصميم أجمل مجسم للخرطوم عاصمة للثقافة العربية للعام 2005م يحمل اسم «أنا السودان». التقته «آخر لحظة» لمعرفة المزيد عن التصميم الأخير الذي لم ير النور إلى الآن فماذا قال: بداية نتعرف عليك؟ - سيف الدين حسن بابكر من مواليد مدينة أم درمان حي الهجرة.. درست الجرافيك بجامعة السودان وتخصصت في المعمار الداخلي ونظريات وتاريخ العمارة بالمدرسة الوطنية العليا للفنون التشكيلية بباريس، وغيرها من المؤهلات الأكاديمية الأخرى بجانب الجمعيات، ومؤلف لعدد من الروايات نشر منها: «الزمن الفضائي المعوج» التي رشحت لنيل جائزة أبو القاسم الشابي كأجمل عمل روائي عربي للعام 2001م، بجانب رواية «ملكة الشمس والجان». ما هي المناسبة والفكرة التي جاءت بمجسم «أنا السودان» الذي قدم للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005م؟ - منذ أن كتب هربرت جورج ويلز الرواية المشهورة «آلة الزمن»، أصبحت أحلام الناس وطموحاتهم تزداد لاختراق جدران الزمن لأجل السفر فيه إلى الماضي والمستقبل، ومن هنا جاء اهتمامنا بأن يكون الزمن المتخيل فلسفة نخرج بها من النمطية التي صاحبت هندسة المجسمات لآلاف السنين، ونكتب بها تاريخاً جديداً لفن المجسمات مستصحبين تقنيات العصر المتاحة، ويمكننا أن نتحول بواسطة أشعة الليزر ويتحول معنا سهم الزمن من الخلف إلى الأمام بسرعة أو في لحظات، باستخدامنا لهذا الزمن التخيلي من خلال المكان والمساحات المفرقة التي يتيحها لنا مجسم الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م. باختصار صف لنا مفردات هذا المجسم؟ - الشكل البيضاوي يمثل درعاً سودانياً أجمعت عليه كل أمة السودان وتغنت به لما يمثله من قيمة معنوية ورمزية عالية حملت كل موروثاتها. ويبلغ ارتفاع الشكل البيضاوي بدون القاعدة والمقبض 30 متراً ويصل عرضه عند وسطه 20 متراً، ويشيد الشكل البيضاوي من الخرسانة المسلحة ويكسى بالرخام من الداخل والخارج ويبلغ قطر قاعدته 34 متراً. ما هي النقوشات التي حواها المجسم؟ - أهمها الرسومات الحجرية التي ترجع لعصور ما قبل التاريخ وهي مأخوذة من حجر عثر عليه بروفيسور زهير حسن بابكر بجبل مويه بوسط السودان، ويعود تاريخها إلى فترة تصل من خمس إلى عشر آلاف سنة قبل الميلاد، بجانب اللوحات الجدارية هذا باختصار شديد. وفي الختام ماذا تود أن تقول؟ - أولاً مجسم «أنا السودان» يجب أن يكون عملاً معبراً يربط الماضي بالحاضر ليشارك في إضافة المعرفة الإنسانية، وليمكن شعوب العالم قاطبة من فهم واقعنا وليجعل من الخرطوم عاصمة جديدة بالإنسان الفاعل الذي يمتد إبداعه لشعوب العالم قاطبة. وستشهد الخرطوم قريباً في الفترة القادمة هذا العمل الضخم الذي تم عرضه للجنة هيئة ترقية السلوك الحضري، ووجدت قبولاً من رئيسها العميد يوسف عبد الفتاح وفي القريب نعرف الآلية التي سيتم بها تنفيذ هذا المشروع الضخم، الذي سوف يكون إضافة حقيقية لجمال العاصمة القومية. وفي الختام الشكر لصحيفة «آخر لحظة» على هذه المساحة.