* أهل غزة محاصرون، وأهل غزة يعيشون تحت الحصار.. وغزة الجريحة يعيش سكانها تحت الأنقاض والدمار - فغزة تعرضت العام الماضي لزلزال عنيف، قتل النساء والأطفال، وشرد الآلاف من منازلهم، وأحال المدن والقرى والأحياء، وذهبت البنى التحتية في خبر كان.. إلى شيء آخر يحكي الصلف والغرور والظلم والاستبداد وسيادة حكم الغاب والقوي الذي يأكل الضعيف. إنه زلزال الآلة الحربية الجهنمية الاسرائيلية التي قضت على الاخضر واليابس. * وهاييتي ضربها الزلزال، وسقط العشرات والمئات والآلاف تحت الأنقاض، وانتشر الموت والدمار والخراب المشهد كان مؤلماً. الناس يبكون ويتعانقون في الشوارع، والكثيرون ينزفون الدماء غزيرة، تحت الركام ولا يعرفون من أين يبدأون وإلى أين ينتهون. * وهب العالم كله يمد يد المساعدة في أبشع كارثة إنسانية، الولاياتالمتحدة سخرت كل إمكانياتها «السياسية» و«المادية»، وحركت أساطيلها وجيوشها وفرق المساعدة لإنقاذ الضحايا، وجيوشها وفرق المساعدة لإنقاذ الضحايا هناك، وكذلك فعلت الأممالمتحدة التي مات رئيس بعثتها الهادي التونسي أيضاً داخل أنقاض مبنى المنظمة، وتحركت آسيا، وأوروبا، وكل العالم، وهذا شيء طبيعي، ولا يحتاج للكلام والتعليق. *ولكن المدهش في الأمر أن تتحرك غزة الجريحة التي تعيش تحت الأنقاض، ويموت أطفالها، ونساؤها، ومشايخها، بالموت البطيء بفعل الحصار والاحتلال، وتنعدم فيها جرعة الدواء، وشربة الماء، وكسرة الخبز، رغم كل شيء تهب لجنة من داخل غزة لمساعدة سكان هاييتي، التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، إنه طعم الحرمان والمعاناة، وإنها الإنسانية في أحسن صورها.. قالت المرأة الفلسطينية لل (BBC): ما عندي غير هذا الطحين من الأرز، لأهل هاييتي، إنهم يموتون من الجوع!!. *لله درك ايتها الفلسطينية.. وماذا عنك انت؟. *هذه هي فلسطين، وهذه هي الشخصية العربية، والإسلامية، في وجهها الإنساني والحقيقي. انها دعوة للمجتمع الدولي لقراءة هذه الرسالة التي جاءت من غزة ..رسالة احساس الانسان بأخيه الانسان .. الاحساس بالجوع والحرمان والعذاب وفقدان كل شئ .. إنها دعوة للانسانية لكل العالم في البحث في معاناة وشقاء المعذبين في الارض والعمل على ازالة هذه الصورة الباطشة .. ظلم الانسان لأخيه الانسان بدوافع الجشع والطمع والذاتية والأنانية الضيقة. * ولكم الله يا أهل غزة، ويا أهل هاييتي، وكل المعذبين في الأرض.