كنت وحتى وقت قريب واحداً من المعجبين بالإداري الشاب المتميز مخلص حسن إبراهيم رئيس نادي جزيرة الفيل.. ليس لماله أو جاهه فذاك لا يعنينا كثيراً والحمد لله.. ولكن مصدر إعجابنا به هو إخلاصه ووفاؤه لنادي جزيرة الفيل.. ونجاحه المذهل في تجاوز العثرات والنكسات والعودة بالأفيال مجدداً لمكانه الطبيعي في الممتاز.. بعد رحلة شاقة وقاسية سكب خلالها مخلص المال والجهد والعرق دعماً لمسيرة الأفيال. { إلاّ أن تصريحات مخلص الأخيرة للصحف وهو يتباهى بكسب لاعب الأهلي السابق خليل أمبدة، ثم ضمه للاعب خالد جوليت الذي بدأ الأهلي التفاوض معه بقوله: لقد هزمنا الأهلي بالضربة الفنية القاضية.. لم تكن موفقة على الإطلاق. { ولمعلومية الأخ مخلص فإن تلك التصريحات «الشتراء» خصمت الكثير من رصيده في بنك العلاقات الحميمة «فرع» مجتمع ود مدني، والذي سعد كثيراً بعودة الصفاء بين العملاقين الأهلي والاتحاد عقب التصريحات الراقية التي أطلقها معتصم عبد السلام رئيس نادي الاتحاد، ثم رضوان آدم سكرتير الأهلي والتي أطفأت حريق الأزمة بين الناديين. ولم يهنأ الوسط الرياضي كثيراً بعودة الصفاء.. فها هو مخلص بتصريحاته «المتفلتة» يشعل فتيل أزمة أخرى بين سيد الأتيام والأفيال بسبب التسجيلات، مصوراً الأمر وكأنه لقاء دموي ساخن جرى على حلبة الملاكة وليس بمكاتب التسجيلات.. انتصر فيه على الأهلي بالضربة الفنية القاضية كما قال.. مع أنه كان بإمكانه أن يستعير كلمات وعبارات أخرى «يقشر» بها على صفحات الصحف ويتباهى بانتصاراته في التسجيلات، دون أن يمس كيان عملاق الجزيرة وسيد الأتيام ويغضب قاعدته العريضة التي ظلت بحسها القومي تؤازر الأفيال في مشوار التمهيدي حتى عاد لموقعه الطبيعي في الممتاز. { لقد قلناها من قبل ونكررها اليوم أن لا مصلحة لأندية ود مدني البتة في الصراع والاحتراب بعضها مع بعض.. حتى لا ينعكس هذا الخلاف على الجمهور في المدرجات، فيتشتت شمل أبناء المدينة الذين كانوا متكاتفين عملاً بمبدأ «أنا وابن عمي على الغريب». ولا زال الأمر سادتي بيد إدارات الأندية وقادتها.. فإما أن يتعقلوا ويشذبوا تصريحاتهم و«يهندموها» حفاظاً على وحدة الصف وصوناً لللعلاقات الحميمة.. وإما أن يشعلوا حرائق الغضب ويثيروا البغضاء بكلام «فالت» على شاكلة تصريحات مخلص. العودة للجذور موجة من الأفراح غمرت الوسط الأهلاوي بعودة الخبير الكروي الأستاذ سعد الطيب مديراً فنياً لفريق الأهلي بجانب الخبير عبد العال ساتي مدرباً عاماً.. وهو بكل المقاييس اختيار موفق صادف أهله ويستحق عليه مجلس إدارة الأهلي الثناء، خاصة وأن الخبيرين لهما تاريخ مشرف مع سيد الأتيام وذكريات عطرة لا تنسى يجترها الأهلاوية حتى الآن. كما أفلح مجلس إدارة نادي الاتحاد في التعاقد مع الخبير الأستاذ سيد سليم مدرباً للفريق.. وأبو السيد لا يحتاج بالطبع لتغريظ فهو والنجاح توأمان، ويكفي ما حققه من إنجاز مع الأهلي في الموسم السابق.. فقط هناك نصيحة لابد منها لإدارة نادي الاتحاد: أعطوا أبو السيد حقه قبل أن يجف عرقه وإلا يا ويلكم من لسانه الصاعق وتصريحاته الصحافية الملتهبة.