حينما تدفع الحركة الشعبية بياسر عرمان للترشح لمنصب رئيس الجمهورية فثمة قراءة لحسابات تتناثر بين السطور كتبت بالحبر السرى و رويدا رويدا تبدأ فى الظهور و أول من يقرأ هذه السطور هو عرمان نفسه الذى لن يكون مرتاحا لهذا القرار و أكاد أجزم أنه تفاجأ به و سترونه غير متحمس لهذه الخطوة التى تكشف و بجلاء توجه الحركة بكلياتها نحو الإنفصال و هى بذلك تظهر زهدا فى منصب رئيس الجمهورية و فى عرمان نفسه و كأنها تقول لنا هذه بضاعتكم ردت إليكم ، بعد ان أدى عرمان كل الأدوار التى خطط له ان يضطلع بها و للحق أقول ان الرجل أدى ما عليه بكفاءة لن يحسده عليها أحد و هذا آخر الأدوار و قد سبقه تفانيه فى إجازة قانون الإستفتاء الذى لن يقف معه رجل وحدوى و له كرامة لن هذا القانون هو القول الفصل بين دعاة الوحدة و دعاة الإنفصال و اذا عرمان رجل وحدوى حقا لكان أول المعارضين له واذا عارضه لكسب عرمان تاريخه السياسى و سجل إسمه بحروف من نور و لغفر له ذلك كل صحائفه السوداء و لكن الذى نستنتجه أن الرجل يعمل لصالح اجندة أخرى غير الوحدة التى داس عليها بذلك القانونو بالروح العدائية التى هى سمة تعاطيه السياسى مع كافة القضايا الخلافية من لدن مفاوضات نيفاشا حتى أضحى الرجل ملكا أكثر من الملك . لمراقب لتكتيك الحركة الشعبية تظهر لديه مؤشرات تفسر حقيقة توجهات الحركة فترشيح شمالى لمنصب رئيس الجمهورية ربما قصدت منه إبعاد الجنوبيين عن التعاطى مع المنصب الوحيد الذى يعبر عن وحدة البلاد من بين مستويات الإنتخابات و بذلك ستغيب الدعاية الوحدوية التى ربما تترك أثرا على الناخب الجنوبى وتدفع به للتصويت للوحدة و الذى أخشاه ان تتبنى الحركة الشعبية دعاية سوداء وسط الجنوبيين فى الجنوب بان الشماليين رفضوا لهم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و لذلك أضطروا لترشيح الشمالى عرمان لاسيما وأننا نعلم أن الناس هناك بسطاء و ىمكن أن يصدقوا هكذا دعاية و أمامكم الإثنين الأسود الذى دفع الشماليون فيه ثمنا غاليا و الأمر لا يعدو أن يكون مجرد وهم تسبب فى مجزرة بشرية لا ناقة للشمال فيه و لا جمل. ما يقارب الثلاثين عاما بزلها ياسر عرمان فى لا شىء و كل ذلك بسبب غياب إرادته و ربما هدف يجمعه بالطيب مصطفى و هو الإنفصال و لكن للطيب فى ذلك إرادة و كرامة أما ياسر بلا إرادة و لكنه بثمن و هوان و ذل.