تعاقب علي أمانة مكتبة جامعة الخرطوم مجموعة من الأساتذة فقد كان المستر جولف هو الأخير من الأساتذة البريطانيين وقام بسودنته الأستاذ عبد الرحمن النصرى البروفسور فيما بعد . وعندما انتقل الأستاذ عبد الرحمن النصري من شعبة الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الخرطوم للعمل بالمكتبة وابتعاثه للمملكة المتحدة وحصوله على درجة الماجستير في علوم المكتبات من جامعة كمبردج وعودته للبلاد في عام 1960م ليصبح أميناً لمكتبة جامعة الخرطوم. قرر تأسيس قسم السودان حيث قام بترحيل المجموعة إلى غرفة مستقلة أصبحت تعرف بمكتبة السودان وبذلت إدارة المكتبة جهداً مقدراً في استكمال المجموعات من المطبوعات الحكومية والسعي للحصول على مجموعات من المجلات السودانية والصحف اليومية والمخطوطات والأوراق والتقرير وتم وضع فهرس خاص للمكتبة. قدر لكاتب هذه السطور بعد التحاقه بالعمل بمكتبة جامعة الخرطوم في عام (1962م) أن ينقل للعمل بمكتبة السودان فظل بهذا القسم طوال الفترة (1965- 1980م) وخلال تلك الفترة شهدت المكتبة أكبر توسع لها وخاصة في منتصف السبعينات عندما حصلت المكتبة على منحة من مؤسسة روكلفر بلغت حوالي عشرين ألف دولار خصصت لشراء مجموعات السودان ، حيث أمكن الحصول على كتب ومؤلفات ؛ باللغتين الإنجليزية والعربية وبخاصة الطبعات القديمة والنادرة بالإضافة إلى مخطوطات ومجموعات من الصحف والمجلات بما في ذلك شراء نسخاً إضافية من الطبعات الباكرة والنادرة والتي تم حفظها لتكون نسخ احتياطية للمستقبل. وكان وكيل المكتبة بالمملكة المتحدة (مؤسسة بلاكولز) تحتفظ بأوامر مستديمة Standing orders لكل ما يصدر عن السودان بالخارج . ساعد صدور قانون إيداع المصنفات لعام 1967م وتعديله في عام 1971م من أثراء المكتبة بالمؤلفات والمطبوعات الحديثة ، كما تم بذل جهد محلياً للحصول على المؤلفات السودانية من الناشرين المحليين والمؤلفين وباعة الكتب داخل السودان وأذكر أنه قد خصص يوم في الأسبوع للمرور على المطابع ودور النشر المحلية والوزارات والمصالح للحصول على كتب الإيداع وعلى التقارير والمطبوعات التي تصدر عن الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية والتي نحرص على مخاطبتها ومطالبتها بصورة منتظمة بمطبوعاتها وإصداراتها. أذكر كنا نحرص على حضور الجلسة الأولى من المؤتمرات والندوات التي تعقد داخل السودان للحصول على نسخة من أوراق تلك المؤتمرات.. وكانوا يوعدونا بأن يرسلوا نسخة بعد صدور طباعة كتاب يحتوي على الأوراق والتوصيات بعد نهاية المؤتمر ولكن في معظم الأحيان لم تكن تصدر إطلاقاً. استطاعت المكتبة أن تحتفظ بمجموعات من بعض الصحف اليومية بصورة منتظمة كذلك الحصول والمتابعة للنشرات الإخبارية مثل نشرة وكالة الخرطوم والتي تصدر يومياً مع ملخص أسبوعي ويتم تجليدها شهرياً في مجلدات ما زالت تحتفظ بها المكتبة وتمثل مصدراً مهماً للأحداث اليومية في السودان خلال تلك الأعوام. في عام 1971م صدر عن المكتبة الفهرس المصنف لمجموعة السودان وهو يضم بطاقات فهارس مكتبة السودان ثم معالجتها وتنظيمها وتصويرها بقسم التجليد لتصدر في مجلد واحد.. قدم له الأستاذ عبد الرحمن النصري . فجاء هذا الفهرس بمثابة ببليوغرافية وطنية راجعة وقد صدرت لاحقاً ثلاثة ملاحق لهذا الفهرس حتى عام 1985م ثم توقفت تلك الملاحق عن الصدور.