كانت المرأة وإلى وقت قريب في منطقة مقفولة يمنع فيها الاقتراب والتصوير.. كانت محل احترام وتقدير الجميع.. إذا مرت.. مرت النسائم وإذا تقوقعت في خدرها.. غابت الشمس.. الكل يغني لها. عطشان والبحر جنبك.. تشرب منو ما قادر تريح آهة في قلبك.. والآن أصبحت المرأة «ملطشة» لمن يسوى ولا يسوى.. خدعوها بدعاوى التحرر وبعصر المرأة وغيرها من مصطلحات ومسميات.. سمعنا بمطالبتها بالتساوي مع الرجل ومقاسمته المكاتب والمركبات العامة وما إلى ذلك.. أصحبنا نراها مغنية وراقصة.. تستعرض مفاتنها في المسارح العامة وفي بيوت الأفراح وحتى في الشوارع والميادين والمكاتب وهي ترتدي ما شف ووصف.. فكانت النتيجة اعتداءات جنسية وتحرشات واغتصاب للأطفال في ظل غياب الأمهات من البيوت.. وليت الأمر توقف عند هذا الحد.. لم يكتف حزب الشيطان ولم تتوقف دعاواه الباطلة وخداعه للمرأة.. فها نحن نشاهدها تمارس كرة القدم ولعبة الهوكي.. ولا ندري كيف سمحنا لأنفسنا بذلك.. وكيف أننا لم نخجل قبل أن نخاف الله، بعد قبولنا بأن تظهر بناتنا بالمظهر والمنظر الذي شاهدناه جميعاً وشاهده كل العالم في مسابقات ألعاب القوى، وهن من نسميهن «عداءات» أو بطلات ألعاب القوى. بالأمس القريب وصل خبير باكستاني ليعلم بناتنا وأولادنا لعبة الهوكي، وشاهدنا عبر تقرير تلفزيوني بناتنا وهن يركضن أمامه محنيات الظهور.. ومن قبله جاء خبير ياباني ليعلمهن كرة القدم.. ومن قبله سمعنا من يطالب بالسماح للمرأة بدخول الإستادات وتشجيع أنديتهن كما الرجال... حقيقة لا يصدق أن كل هذا يحدث في السودان البلد المعروف بتقاليده وعاداته وموروثاته بعيداً عن كونه يطبق شرع الله أو لا يطبقه.. لم نصدق أن يأتي هذا اليوم الذي يُستهدف فيه الدين والأمة الإسلامية عبر المرأة.. التي كرمها المولى عز وجل وكرمتها جميع الأديان.. المرأة التي هي روح المجتمع وليس نصفه كما يقولون.. المرأة المدرسة التي تخرج الرجال والأجيال.. فلماذا ارتضت اللجنة الأولمبية عندنا والمسؤولين عن المرأة وعن الرياضة.. لماذا ارتضوا لأنفسهم الانقياد وراء الدعاوى الشيطانية.. ألا يدرون أنهم يرتكبون بذلك أكبر جريمة في حق المرأة والوطن.. وأنهم يحاربون الدين بالسماح لهذه الرياضات بانتهاك حرمة المرأة.. المرأة السودانية تحتاج للتعليم والصحة ولما يعينها على عباداتها ودورها الحقيقي في التربية والتنشئة وهو من أسمى أنواع العبادات.. ثم أن لهث المرأة وراء لقمة العيش الكريم.. هي رياضة.. وركضها خلف «المواصلات» رياضة وما تقوم به داخل المنزل رياضة.. وهي لا تحتاج منكم إلى رياضة.. المرأة السودانية «الفيها مكفيها» دعوها في حالها.. وإن أردتم خدمتها وفروا لها الحياة الكريمة. ورسالة أخيرة لإخواننا في اللجنة الأولمبية.. استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم واستغفروه إنه كان غفاراً.. أوقفوا المهازل التي تجري تحت دعاوى حقوق المرأة.. ورسالة لإخواننا في الفرقة القومية للآلات الموسيقية نقول فيها ليس برقص المرأة نعكس التراث.. وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم.