برغم بداية الحملة الانتخابية وتدشين عدد من أحزاب المعارضة لحملتها وأخذها حيزاً من وسائل الإعلام المختلفة للدعاية لمرشحيها إلا أنها في الجانب الآخر تتهم الحكومة بعدم القدرة على إدارة العملية الانتخابية.. ومازالت تردد دعوتها لتشكيل حكومة انتقالية من أحزاب جوبا وتنسى شعارات عملية التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.. وهذه الشعارات لا تنزل أرض الواقع إلا عبر الانتخابات التي يُتخوف منها، لشعور أحزاب ما يسمى بتجمع جوبا بأنها لا تجنى شيئاً وجميع التكهنات تشير إلى أن المعارضة بشتاتها لن تحصد إلا الخسارة والخيبة والفشل. فلماذا تتباكى المعارضة الآن من الانتخابات كلما اقترب موعدها ولماذا تتعالى الأصوات النشاز داخل كل أحزاب تجمع جوبا بالهجوم على حزب المؤتمر الوطني ومفوضية الانتخاباتات بأن إجراءاتها غير سليمة في الوقت الذي قدمت فيه ترشيحات مرشحيها واُعتمدت بناءً على معايير وضوابط مقنعة للجميع وفي وضح النهار.. ما تفعله المعارضة الآن« فرفرة مذبوح» وبعد ثوان يفارق الحياة.. لماذا لاتحترم أحزاب المعارضة قوانين ولوائح المنظمة للعملية الانتخابية؟! ومن جانب آخر يفاجئنا المرشح الرئاسي «العرمان» المنسوب لحزب الحركة الشعبية، ويجاهر بالقول أن الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات مستحيلة، ويدعو الرئيس للانسحاب.. إنه تصريح ينم عن غياب الوعي.. فحزب المؤتمر الوطني شريك أصيل في اتفاق نيفاشا، وبموجب الاتفاق أُتيحت الفرصة الذهبية للعرمان أن يرشح نفسه لرئاسة بلد عظيم كالسودان بل يحلم أن يجلس على كرسي الرئاسة ملكاً على الجنوب والشمال.. فماذا نسى ذلك؟. المرشح الشمالي الجنوبي للرئاسة العرمان وجد نفسه ينافس الرئيس المشيرالبشيرالذي جلس على كرسي الرئاسة ما يزيد عن العقدين ومازال رئيساً، وهو الآن مرشح للرئاسة، وحسب التقارير وسير العملية الانتخابية أنه المرشح الذي يملك حتى الآن رصيداً جماهيرياً والأوفر والأكثر حظاً وقبولاً لدى كافة الجماهير ليكون رئيساً لفترة قادمة. العرمان بتصريحاته ذات المضمون والمحتوى اليساري والانفصالي يعطي لنا دليلاً على أن ترشيحه للرئاسة لم يجئ من ثوابت..إنما جاء ترشيحه بفعل قوى سياسية أرادت له أن يلعب دوراً في تعكير الجو السياسي بتصريحاته المتناقضة ووضع العراقيل أمام العملية الانتخابية. أسافين المعارضة وعراقيلها وقنابلها المفخخة إنما تهدف إلى تدمير السودان وتشتيته وتسليمه لقمة سائغة للأعداء ليمرحوا فيه وينشروا الإجرام والفساد. وبعض قوى المعارضة الفاقدة لأي حس وطني أو انتماء للتراث والموروثات السودانية الأصيلة أصبحت لايهمها الوطن أو مواطنيه، بل يمكن أن تتحالف مع أي قوة خارجية أو تحالفات داخلية للهدم والتخريب من أجل الوصول إلى سدة الحكم. انظروا إلى حال أحزاب المعارضة المتقلبة المزاج، في الوقت الذي يصرح المسؤولون الوطنيون بتحقيق الوحدة الجاذبة وغرس مشاريع التنمية والسعي نحو تفكيك المخططات الرامية لإشعال الصراع وإثارة الفتن.. يتجه بعض سياسي الاصطياد في الماء العكر ليستقطب رموز قضايا تحت العلاج والإجراءات ويسكب الزيت في قضايا وجدت حلاً ولا عودة لها.. فلينظر هؤلاء إلى الأحوال في دارفور وكردفان.. فالمنطقة تستقبل يومياً أفواجاً من العائدين.. يتسابقون إلى استعادة أوضاعهم وتوفيقها للاستفادة من الخدمات التي أقيمت في غيابهم وهاهي حكومة الجنوب تصرح عبر وكيل وزارة التعاون الإقليمي أن الحكومةملتزمة تماماً بتنفيذ سياستها النافذة للاستثمار، ويعلن أن كل المشاكل المتعلقة بالضرائب والجمارك قد انتهت ووضعت الحلول الحاسمة لها. عموماً نقول ستظل أحزاب المعارضة متخبطة وفاقدة الاتجاه، وأن مناداة البعض بإلغاء أو تأجيل الانتخابات لن تجد آذاناً صاغية، فقد «سبق السيف العزل» وسُتجرى الانتخابات في موعدها المحدد.. وستذهب كل إدعاءات ومكايدات المعارضة أدراج الرياح.. ولن يجد مخططها الرامي إلى تمزيق السودان أي صدى في الداخل أو الخارج.. وأن الخلافات بين أحزابها سوف تتوسع ولن تتوحد أراؤها وسيظل البشير هو الرقم الأول وذلك بالتفاف الجماهير حوله.. لانه الرئيس البشير رجل التحدي والإنجازات.. والرجل السوداني الذي تتوفر فيه صفات رجل الدولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. ونقول للمعارضة نعم للبناء والتعمير ومن الأفيد لها أن تلحق بقطار السودان الذي تزيد سرعته وقارب أن ينال مبتغاه.