من الواضح ان احزاب ملتقي جوبا تمضي فى الطريق الذى رسمته لها القوى الغربية بخوض الانتخابات القادمة عبر سياسة التشتيت لإجبار مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة المشير عمر البشير على خوض جولة الانتخابية الثانية اذا لم تنجح فى الحصول على 50% زائداً زائداً واحد، و ما ترشيح المؤتمر الشعبي لعبد الله دينق و ترشيح الحركة لعرمان و ترشيح الاتحادي الديمقراطي لحاتم السر وسحب حزب الامة لإستمارة ترشيح الصادق الا جزء من هذا المخطط. و لذلك فان المؤتمر الوطني مطالب بالتعامل بوعي مع هذا المخطط و اعادة قراءة خططه السابقة لخوض الانتخابات و القراءة المتأنية للأسماء التى رشحت تؤكد ان هنالك عقلية ذكية وراء هذا الاختيار ، خاصة وان ما جري من تزوير للسجل الانتخابي فى الجنوب يمكن ان يجري فى الانتخابات بتوجيه اصوات الجنوبيين لمرشح بعينه و ترك الامر يمر بحرية لحصل الرئيس البشير على اصوات مقدرة من الجنوبيين. الدكتور الترابي الذى ابتدر حملة تشتيت الاصوات بتقديمه عبدالله دينق نيال مرشحاً لرئاسة الجمهورية من قبل المؤتمر الشعبي هو اكثر زعماء المعارضة قناعة بهذه الخطة ، بل انه العقل المدبر لهذا الاختيار ،و معروف ان هنالك تنسيقاً بين الدكتور الترابي و باقان اموم و ياسر عرمان لتحقيق رغبة القوى الغربية فى الاطاحة بالمؤتمر الوطني عبر الانتخابات او إضعافه على الاقل . تقديم الحركة الشعبية لعرمان يسير فى ذات الاتجاه ، إذ ان ياسر يمكنه ان يحصل على بعض الاصوات الجنوبية و اصوات بعض الشماليين الناقمين على السلطة ، اما تقديم الاستاذ حاتم السر مرشحاً من قبل الاتحادي لكسب بعض اصوات الشماليين الموالين للحزب الاتحادي الديمقراطي ،و كل هذا تخطيط و تدبير لاضعاف الاصوات التى يمكن ان يحصل عليها المشير البشير. كما ان سحب استمارة الترشيح للسيد الصادق المهدي هى جزء من هذا المخطط ، خاصة وان السيد الصادق كان حزبه هو صاحب أعلي الاصوات فى دارفور فى انتخابات 1986 ، و دخول المهدي فى الصراع على الرئاسة هو الآخر خصماً على البشير من بوابة دارفور و المطلوب لإفشال هذه السيناريوهات العمل بجدية و السهر لسد الثغرات التى ينفذ منها اعداؤنا. نقلاً عن الوفاق 26/1/2010