طلب مني أحد الأصدقاء على خلفية المقالين الذين تناولت فيهما القواعد الجماهيرية والبرامج الانتخابية للأحزاب، مناقشة القواعد الجماهيرية للمرشحين المستقلين، وبرامجهم الانتخابية، ومسألة التمويل التي أصبحت هاجساً مؤرقاً للأحزاب جميعها، ومن باب أولى للمرشحين المستقلين.. وطرح علي سؤالاً عما يريده المرشحون المستقلون، وهل يستهدفون من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية مثلاً، مجرد إثبات رؤاهم في حكم البلاد، أم أنهم يطمحون حقيقة للفوز فيها، لتطبيق تلك الرؤى على أرض الواقع؟ وقال لي: أنا لا أشك في وطنيتهم وإخلاصهم، ولا أشك في أهليتهم العلمية والعملية، ولا أنتقص من قدراتهم في إدارة شئون البلاد بكفاءة ومسئولية.. وفي تقديري أن هذا الصديق قد لمس أوتاراً حساسة، وأثار قضايا جوهرية، ولمح إلى أن فرص الفوز بالتسبة للمرشحين المستقلين ضعيفة لحد بعيد لأنها تعتمد على النخب المثقفة والمهنية غير الملتزمة بمبادئ أيديولوجية، أو وشائج حزبية، وهذه الشريحة صغيرة، إذا ما قيست بالسواد الأعظم من السودانيين خاصة في الريف والمناطق النائية الذين لا يعرفون هوية المرشحين المستقلين.. وأخسب أن توزيع الأصوات بين المتنافسين، مظنة إضغاف الفرص للمرشحين الأقوى، في مواجعة أنداد متحدين، قد يتنازل بعضهم لبعض بالإنسحاب المحتمل، وتوجيه منسوبيهم للتصويت لمن حالفوه.. أما بالنسبة للبرناح الانتخابي لأي من المرشحين المستقلين، فيعود لجهودهم الفردية، عكس البرامج الحزبية التي تعدها اللجان القطاعية المتخصصة، داهل الحزب، ويجيزها المؤتمر العام، وقد قيض لي الوقوف على برامج بعض المرشحين التي ترد إلي عبر البريد الإليكتروني، كمفردات البرامج الانتخابي للدكتور عثمان الريح الذي اعلن انسحابه مؤخراً كما قيض لي الوقوف على البرنامج الانتخابي للدكتور كامل إدريس في موقغه الشخصي بالإنترنت، وهو برنامج علمي محكم ومدروس، هو مجمل ما ورد في كتابه الضافي : السودان 2020 تقويم المسار ورؤية المستقبل، ويتكون الكتاب من فاتحة، وثمانية أبواب، وملاحق ومراجع منتقاة.. وفي تقديري أن الكتاب مرجع أكاديمي هام للساسة طلاب العلم على حد سواء.. وفي الختام لا بد من الإشارة إلى الصعوبات التي ستواجه المرشحين المستقلين في الترويج لبرامجهم الانتخابية، يقف على رأسها التمويل، والاتصال المباشر، خاصة في الأقاليم النائية..