أرجو أن أستميح صديقنا الأستاذ ياسر عرمان المرشح لرئاسة الجمهورية عن الحركة الشعبية، العذر في أن أستخدم شعاره الانتخابي المرفوع، ولكن بعيداً عن ساحات العمل السياسي، فقد أردته مدخلاً لموضوع اهتمت به (الدوائر) الرياضية مؤخراً، وهو فوز فريق (الأمل) العطبراوي على نظيره الرواندي (أتراكو)، في لقائهما الأخير بمدينة الحديد والنار عطبرة. فريق (الأمل) العطبراوي بفوزه المستحق على (أتراكو)، فتح الباب أمام (التغيير) المحتمل في كسر احتكار فريقي القمة (الهلال) و(المريخ) للتنافس الخارجي، ومعهما (الموردة) التي تظهر من حين إلى آخر، أو من موسم إلى آخر وهي متحفزة لتحقيق المكاسب في الميادين الخضراء. (الأمل) العطبراوي الآن شمر عن سواعد لاعبيه ليبدأ مشواراً طويلاً وصعباً في طريق الأبطال، وهذا يستدعي أن تدعمه الدولة بكل مؤسساتها ومنظماتها، وإن كان هناك (أمل) في الأحزاب فإنه يرتجى دعمها للأمل العطبراوي، على فرضية أنها مهتمة بالشأن العام والشعبي غير السياسي، وهذا سيغير من نظرة الجماهير لها بدلاً عن الانشغال بقضايا سادتها وقادتها ومرشحيها الخاصة.. ومدينة عطبرة الصامدة كانت ومازالت تقوم على ركائز مهمة ومؤثرة، منها دورها في الحركة الوطنية وفي هذا يشهد لها تاريخها البطولي والنضالي الحافل، وتشهد لها أغنيات الفنان الراحل المقيم حسن خليفة العطبراوي، ويشهد لها أحد أبرز أناشيد المؤتمر الذي كتب كلماته الصاغ محمود أبوبكر (الشاعر النسر)، ولحنه في القطار ما بين الخرطوموعطبرة الموسيقار العظيم إسماعيل عبد المعين رحمهما الله وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته. ثم هناك ركيزة الوحدة العمالية التي أسست لما ننعم به الآن من حريات في العمل النقابي، من خلال نقابة عمال السكة الحديد الأولى وما تلاها من نقابات قدمت الرجال والأبطال دون منٍّ أو أذى. وهناك ركيزة الرياضة التي يعتبر فريق (الأمل) أحد مقوماتها مع بقية الفرق الأخرى، وهناك ركيزة الترابط الاجتماعي ثم الأثر الاقتصادي الكبير من خلال دور السكة الحديد. عرفت عطبرة منذ طفولتي عندما كان يمر بها القطار ينقلني مع أفراد أسرتي من الخرطوم لقضاء العطلات مع أهلنا في بورتسودان، وزرتها لأول مرة في العام 1974م ونحن في عطلة مدرسية، توجهنا منها وعدد من زملاء الدراسة إلى مصر عن طريق القطار والباخرة، وتوالت بعد ذلك زياراتي لها وزاملت وصادقت عدداً من أبنائها العاملين في الصحافة والعمل العام. ومنهم الأساتذة كمال حامد والمرحوم حسان محمد أحمد، وإدوارد مرقص ونور الدين مدني وأصهاره من آل بلاش والمرحوم حسن عجمي الذي كان رئيساً لنادي النسر الرياضي، وأفراد أسرته الكريمة، وميرغني أبو شنب الصحفي والرياضي المطبوع وأمين عبد المجيد الخبير المصرفي المعروف.. عرفتهم وعرفت غيرهم كنوزاً في بنك الصداقة والعلاقة الصادقة الخالية من كل غرض. الآن أعلن بكل قوة أنني مع (الأمل) العطبراوي وأطالب بدعمه ومساندته، وأعلن باسم رئيس مجلس الإدارة لمجموعة شركات المنحنى وباسمي وباسم العاملين في مؤسسات المجموعة وصحيفة (آخرلحظة)، عن رعايتنا الإعلامية لهذا الفريق العظيم الذي منحنا الأمل في التغيير. .. وجمعة مباركة